نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 459
رأسي الخط الوهمي عند الشمال تماما ، ورأسه الآخر عند الجنوب تماما . وقد تكلمنا عن ذلك في فصل سابق . والمهم الآن هو تطبيق نفس الفكرة على القطبين . من حيث أنها تحتوي على فروق مهمة عن البلدان غيرهما . الفرق الأول : إنَّ خط دائرة نصف النهار في البلدان الاعتياديَّة يبدأ من الشمال وينتهي بالجنوب . فما ذا نقول في القطب حين نكون نحن في أقصى الشمال أو أقصى الجنوب . الفرق الثاني : إنَّ حركة الشمس في النهار الطويل لا تصل بها إلى الأفق الشرقي ولا الغربي . فيبقى تعيين الجهات صعبا . الفرق الثالث : إنَّ حركة الشمس في النهار القصير جدا لا يمر في وسط السماء ، لكي تعبر الشمس عن خط دائرة نصف النهار . فما ذا نفعل . الفرق الرابع : بالنسبة إلى القطب الشمالي ، لا يمكن استعمال البوصلات الاعتيادية فيه لتعيين نقطة الشمال . لأن مؤشراتها تنسحب نحو القطب المغناطيسي . وهذا القطب يقع في غرب القطب الشمالي الجغرافي لا إلى شماله ! ! وإذا نظرنا إلى القطب الجنوبي ، كان استعمال البوصلات لا يخلو من مشكلة . لأنَّ مؤشرها إن اتجه إلى الشمال المغناطيسي لم يتجه المؤشر الآخر إلى الجنوب الجغرافي طبعا ، بل إلى الجنوب المغناطيسي . وعلى غرار المقابلة بين القطبين ، فهو يقع إلى شرق القطب الجنوبي الجغرافي لا إلى جنوبه ! ! والمهم الآن أننا كيف نعيِّن خط نصف النهار ونحن في القطبين ، ونحن في حاجة إليه في كثير من الأحيان . إن هذا يمكن أن يتم بأحد أشكال : الشكل الأول : إن القطبين لهما شرق وغرب ، بلا شك ، ويتضح ذلك في كثير من أيام السنة وخاصة عند اعتدال الأيام فيهما . ومعه ففي الإمكان افتراض خط وهمي معاكس لما بين الشرق
459
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 459