نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 457
وأما في القسم الثاني عند وجود النهار المستمر ، فالصوم يجب من أول اتجاه الشمس من الشرق إلى الغرب إلى آخر هذا الطريق ، فإن بدأت الشمس بالاتجاه المعاكس من الغرب إلى الشرق وجب الإفطار . ويلحق بذلك القسم السابع ، حين تبدو الشمس وكأنها واقفة في وسط السماء . وهذا في حقيقته وهم غير صحيح ، إلَّا أنَّ الفرد الاعتيادي قد لا يستطيع متابعة سير الشمس . فإن استطاع الفرد التدقيق والنظر إلى الشمس ، فهو المطلوب ، وعندئذ يطبِّق ما قلناه من الصوم في القسم الثاني . ولعلَّ هذه المراقبة واجبة شرعا ، كما سوف نشير بعد ذلك . وأما أن كان الفرد قاصرا عن المراقبة ، أمكنه أن يقرن بين صومه وصلاته . فكما قلنا إنه يصلِّي كل أربع وعشرين ساعة كذلك يمكنه أن يصوم بهذا الشكل . غير أن الصوم يحتاج إلى فترة نسبيَّة ويجعل أول وقت صلاة الظهر وسط وقته ، وأحسن فترة يتخذها الفرد عندئذ هو أن يحسب حساب أوقات أقرب البلاد إليه . يعني خارج الدائرة القطبية مباشرة . غير أن النهار في تلك البلاد يكون عندئذ طويلا جدا . ومن غير الممكن القول فقيها بجواز الإفطار قبل غروب تلك البلاد . وكل هذا يعني أن مراقبة حركة الشمس في محله أهون في مدة الصوم على الفرد من مراقبة أوقات البلاد الخارجة عن الدائرة القطبية . بقي لدينا القسم الثامن وهو الليل الطويل . وأوضح إشكال الصوم عندئذ هو أن يحسب حساب الوقت في خارج الدائرة القطبية مباشرة . ويكون النهار عندهم وقتا قصيرا جدا . ويحتمل أن يطبِّق الفرد صومه على أوقات صلاته ، كما قلنا في النهار . كما يحتمل أن يطبق الفرد صومه على حركة النجوم ، فحين تتجه النجوم من الشرق إلى الغرب ، فهو الليل في سائر البلاد ، وحين تتجه النجوم من الغرب إلى الشرق ( كالشمس في النهار الطويل ) يكون هو وقت النهار في
457
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 457