نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 375
الهداية نفسها . إذن فلم يتعد الأمر هذا الفهم المهم . ثانيا : قد يكون المراد من القتال : قتال الموبقات والفساد في المجتمع . أو هو : جهاد النفس . ونفوس الآخرين الذين لم يتم تربيتها . وقد يخطر في الذهن أن السيد المؤلف قدس سرّه تعرّض إلى عنوان ( سبيل الله ) ولم يتعرض لعنوان ( القربة ) . ونحن نتكلم عن الثاني لا عن الأول . وجوابه : أولا : إنهما شيء واحد علميا ، لأن سبيل الله لا يعني الوصول إلى ذاته تبارك وتعالى . وإنما يعني القرب المعنوي منه . وهو بعينه قصد القربة . فإن فسرناه بما فسره بأنه : في سبيل الناس ، اختلف عنه . وهذا ما ناقشناه ونفيناه . ثانيا : إنه إذا كان هناك فرق بين العنوانين ، فإن عنوان ( في سبيل الله ) أخص من عنوان ( القربة ) وأهم . فإذا كان الأهم بمعنى العمل للناس ، فكيف بما دونه . فيكون الفهم شاملا للعنوانين . والمناقشة شاملة لهما أيضا . هذا وبعد كل ذلك ، لا يجب على الفرد أن يقصد من عباداته ، على المقاصد ، بل يجب عليه قصد أحد المقاصد المجزية لا محالة ، ويقصد الفرد عادة أقصى ما يراه هو مناسبا ، بحسب مستواه العقلي والكمالي . وعلى العموم فإن أكثر المقاصد التي عرفناها إلى حد الآن مجزية وصحيحة . الأمر السابع : كان المقصد الخامس للعبادة في عبارة العروة الوثقى السابقة : قصد الثواب ودفع العقاب . ولا بدّ أن يراد بهما : الأخرويين لا الدنيويين . وينبغي أن نستذكر في هذا الصدد ما ورد من : أن قوما عبدوا الله طمعا في ثوابه فتلك عبادة التجار وأن قوما عبدوا الله خوفا من عقابه فتلك عبادة العبيد . وأن قوما عبدوا الله حبا له ( أو شكرا له ) أو ( لأنه أهل لذلك ) فتلك عبادة الأحرار . إذن ، فالطمع بالثواب ودفع العقاب بمجرده من المقاصد الدانية في العبادة ، وإن كان مجزيا ، لا محالة لتطابق سيرة المتشرعة وأمثال هذه الأخبار على ذلك .
375
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 375