نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 349
يستحيا منه إذا ظهر ، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ومن المرأة الحرة جميع جسدها إلَّا الوجه واليدين . إلخ . والظاهر أن الذوق العربي الأول ، أخذ الصورة لهذا الاستعمال ممّا وجده فيها من نقص وقبح . ولذا كانت الدار المعورة هي الأيلة للانهدام والكلمة العوراء هي القبيحة ، والعين العوراء هي العمياء في إحداهن ونحو ذلك من جهات النقص . وكذلك من جهة أن العورة ما يستحي منه ، فإن كشف ما فيه نقص يحتوي على الاستحياء . وأما كشف نقاط القوة فليس فيها ذلك . والظاهر أن الأمر بالعكس . لأن هنا احتمالين : أحدهما : أن يكون التكليف الشرعي والعرفي بستر العورة إنما هو من أجل كونها نقصا وخللا وقبحا . ثانيهما : أن يكون المجتمع قد استفاد نسبة النقص إلى العورة بعد أن تشبّع بلزوم سترها . وإذا كان كذلك ، فالمهم هو لزوم الستر ، وأما هذا الفهم المترتب عليه فهو محل المناقشة . والوجه في مناقشته : أن العورة في الجسم بأي معنى كانت ، هي خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وجد لأجل مصلحة متعلقة في وجوده ، لا عبثا ولا إهمالا . وقد قال الفلاسفة : أن جانب الوجود خير ، إذن فوجود العورة خير بالأساس . وهي تؤدي وظيفتها التكوينية المطلوبة ، كما يؤدي سائر أجزاء البدن كاليد والرأس والرجل وظائفهما المطلوبة منهما . فاستشعار النقص والقبح فيهما تكوينا منظورا إليها بحيالها واستقلالها كما هو مقتضى الاحتمال الأول . استشعار غير صحيح . ويدعم ذلك : الاصطلاح على أن جسم المرأة عورة ، مع أن الغالب في المرأة في ردح كبير من سنوات عمرها هو الجمال والرقة والحسن . فكيف نسمي ما هو جميل وحسن عورة . بمعنى أنه قبيح ذاتا . هذا غير ممكن . نعم ، لما كان هناك تركيز وتشبّع بلزوم الستر ، جاء لفظ العورة ، باعتبار
349
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 349