نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 293
وقال الزجاج [1] : وأما الجر في الأرحام فخطأ في العربية لا يجوز إلَّا في اضطرار الشعر وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم . ومن أمثلة ذلك أنه قرأ الجمهور * ( وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ ) * ، بالياء . وقرأ نافع وابن عامر - وهما من السبعة - معائش . قال الزجاج : ولا ينبغي التعويل على هذه القراءة . وقال المازني : أصل هذه القراءة عن نافع ولم يكن يدري ما العربية . وقال النحاس : الهمزة لحن لا يجوز . وقال ابن الأنباري : وهي قراءة ضعيفة في القياس [2] . ومن أمثلته [3] : أن ابن عامر قرأ * ( وكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ ) * . بنصب الأولاد ، ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول وهو أمر منعه البصريون . قال ابن خالويه : هو قبيح في القرآن . وقال أبو علي الفارسي ، هذا قبيح الاستعمال ولو عدل عنها كان أولى وقال : أبو عبيد : لا أحب قراءة ابن عامر لما فيها من الاستكراه . وقال الزمخشري : وأما قراءة ابن عامر فشئ لو كان في مكان الضرور لكان سمجا مردودا . فكيف به في الكلام المنثور . والفراء رد قراءة حمزة الزيات - وهو أحد السبعة - ورمى بعض القراء بالوهم ، في خفض الياء من قوله * ( بِمُصْرِخِيَّ ) * . وقال ومما ادهموا فيه قوله : وما تنزلت به الشياطون . وهي قراءة الحسن البصري [4] . إلى غير ذلك من الأمثلة . وهي دالة بوضوح على النتائج التي قلناها . الأمر الثالث : بعد كل هذه النتائج فكيف لفقهائنا أن يفتوا بجواز القراءة طبقا لإحدى هذه القراءات ، كما سبق أن ذكرنا . وجوابه : أن أغلب ألفاظ القرآن الكريم محفوظة ومجمع على قراءتها
[1] المصدر : ص 46 . [2] المصدر : ص 50 - 51 . [3] المصدر : ص 52 - 53 . [4] المصدر : ص 67 .
293
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 293