نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 286
فإنه ( لم تكن [1] القراءات السبع متميزة عن غيرهما حتى قام الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد - وكان على رأس الثلاثمائة ببغداد - فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين والعراقين والشام . وهم : نافع وعبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن عامر وعاصم وحمزة وعلي الكسائي . وقد توهم بعض الناس أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة وليس الأمر كذلك . وقد لام كثير من العلماء ابن مجاهد على اختياره عدد السبعة لما فيه من الإيهام ) . وقال [2] إسماعيل بن إبراهيم القرّاب : فالتمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة . وإنما هو من جمع بعض المتأخرين ، لم يكن جمع أكثر من السبع . فصنف كتابه وسماه كتاب السبعة . فانتشر ذلك في العامة . وقال الإمام أبو محمد مكي [3] : قد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممّن هو أعلى رتبة وأجل قدرا منهم فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين ، قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها . هذا تخلف عظيم . وقال ابن الجزري [4] : وأنت ترى ما في هذا القول . فإن القراءات المشهورة اليوم السبعة عشر والثلاثة عشر ، بالنسبة إلى ما كان مشهورا في الأعصار ، قلّ من كثر ونزر من بحر ، فإن من له اطلاع على ذلك يعرف علمه العلم اليقين . وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك الأئمة المتقدمين من السبعة وغيرهم كانوا مما لا يحصى وطوائف لا تستقص . والذين أخذوا عنهم أيضا كثر وهلم جرا . فلما كانت المادة الثالثة واتسع الخرق وقل الضبط . وكان علم
[1] البيان للخوئي ص 145 . [2] المصدر والصفحة . [3] المصدر : ص 177 . [4] المصدر : ص 177 .
286
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 286