نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 219
وقت الزوال . ومن زاوية الشارع المقدس ، فإنه يتوقع من المكلفين أن يحتاطوا بالانتظار قليلا ، حتى يتأكدوا من دخول الوقت . فإن مضي الزمان كفيل بذلك كما هو واضح . ونحن هنا ، وإن كنّا نؤمن بأنَّ الحجة الشرعية ، قائمة على هذا المقدار من التسامح ، إلَّا أننا نحاول جهد الإمكان زيادة التحديد . بمعونة الله سبحانه ، إلى حد لا تحول دونه إلَّا عدم العصمة ، كما يعبرون . فنحن الآن نجمع بين مسلكي التسامح والدقة . فإن لم نستطع الحصول على الدقة أحيانا ، فلا نكون مقصرين : لأننا - أولا - قد أوفينا ما في ضميرنا من الحاجة وإن لم ننجح . ولأننا - ثانيا - نعتقد بكفاية التسامح العرفي . إذن ، فمن زاوية الدقة يعود السؤال : هل أن دائرة نصف النهار ، تبدأ من القطب الجغرافي أو المغناطيسي أو غيرهما . بعد أخذ ما قلناه في السبب الأول من نقطة القوة السابقة ، والتي لا يمكن تلافيه بأيِّ حال . وكل ما نستطيع أن نعرضه من الجواب الآن ، في ضيق الإمكانيات الفردية التي نملكها : أننا جرَّبنا في منطقتنا من جنوب العراق . فوجدنا أنَّ دائرة نصف النهار أقرب تماما إلى الشمال المغناطيسي منها إلى الشمال الجغرافي ، بل هي من الجانب الآخر عن الشمال الجغرافي ، بشكل تكون أبعد عن الشمال الجغرافي . توضيحه : أنه بعد تحديد خطي الشمالين الجغرافي والمغناطيسي يكون الشمال الجغرافي إلى اليمين والشمال الآخر إلى اليسار . ويكون الفرق بينهما عشر درجات بالضبط . هذا مع اتجاه الفرد بوجهه إلى الشمال . وأمَّا دائرة نصف النهار فهي إلى يسار الخط المغناطيسي . بدرجة أو نصف درجة ، في حين أننا عرفنا أنَّ الخط الجغرافي على يمين المغناطيسي بعشر درجات [1] .
[1] كما في المخطط التالي : 1 - القطب الجغرافي . 2 - القطب المغناطيسي . 3 - رأس دائرة نصف النهار 4 - الدائرة القطبية .
219
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 219