نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 218
يوجد عليه القطب المغناطيسي . فإنّ الدائرة ستمر على كلا القطبين في نفس الوقت . وكذلك في بعض مناطق خط الاستواء . حيث تتقاطع الدائرتان . فيكون هذا التقاطع هو دائرة نصف النهار لتلك المنطقة [1] ، غير أنَّ الإشكال والصعوبة تبقى في أغلب مناطق العالم . نقطة القوة : إننا لا نحتاج إلى دقة بهذا المقدار المفروض لأكثر من سبب . السبب الأول : إنّ نقطة القطب الجغرافي ، وكذلك نقطة القطب المغناطيسي ، غير محدد بالضبط ، بل هي عامَّة أو قل : مستهلكة في مسافة كبيرة قد تصل إلى عدة كيلومترات مربعة . وإذا استطعنا أن نحصرها في كيلومتر مربع واحد ، فقد عملنا عملا عظيما . وعلى كل تقدير فرأس الخط الوهمي ، لا يمكن أن يكون له مبدأ محدّد بالمعنى الرياضي المتكامل . وهذا واقع كأنه لا فكاك منه . السبب الثاني : إنَّ الفقه ، كما لا يخفى على ممارسيه ، مبني على الفهم العرفي ، والعرف يتجه عادة إلى شيء من التسامح وعدم الدقة في النظر . ومعنى ذلك أنَّ هذا المقدار من النظر العرفي يكفي فقهيّا لتحديد دائرة نصف النهار . وهذا هو السبب الذي حدا بالفقهاء أن يجملوا في كلماتهم ولم يحددوا تحديدا كاملا . وسنرى فيما يأتي ، فيما ورد من الروايات التي تعطى طريقة التعرّف على الوقت ، وبخاصة الزوال : أنها تعطي تحديدا أو علامات تقريبية أقرب إلى الفهم العرفي من أيّ شيء آخر . الأمر الذي يجعل موقف الفقهاء مبررا بحجة شرعية متكاملة . ولكنهم على أيّ حال سوف يخسرون الدقة في تحديد