نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 215
الناحية العرفية هل هي ليل أو نهار ؟ والمعروف بين الناس أن مدَّتها ساعة ونصف تماما على طول أيام السنة ، إلَّا أنَّ المطمأن به كذب هذه الشهرة . وأنَّ هذه الفترة تطول بطول الليل وتقصر بقصره . وتتراوح بحوالي ساعة وعشرين دقيقة إلى ساعة وخمس وأربعين دقيقة . وضبط مدَّتها طيلة أيام السنة لم يتيسر إلى الآن مع الأسف ، كما أنَّ نسبتها إلى الليل أو النهار لم يتيسر ، وإن كان بحسب الظن أنها عشر مدة الليل [1] . والله العالم بحقائق الأمور . وبالطبع فإن هذا الحديث ، حتى لو كان مضبوطا ، فإنه إنما يصدق في خطوط العرض بحوالي المدارين إلى مسافة من جانبيهما . وأما في خط الاستواء وقريبا من القطبين ، فيحتاج ذلك إلى إعادة نظر . ولا يتيسَّر لكاتب هذه الحروف ذلك مع شديد الأسف . والمهم الآن هو الانتباه إلى هذه المسألة ، ثم يكون التحديد بيد الأجيال الآتية . وبعد مضي ساعة أو أكثر ، يتزايد الضوء في السماء ، وتبدأ الحمرة المشرقية في الوجود . فإن نفس المنطقة التي ظهر فيها الفجر ، تكون الآن مكسوّة بحمرة في الأفق بحوالي ذراعين أو ثلاث ، بحسب النظر . ولا تزول إلَّا عندما يقرب بزوغ الشمس ، إذ تبدأ طلائع الضوء القوي الصادر من قرص الشمس تصعد فوق الأفق ، فتتضائل الحمرة المشرقية حتى تزول . حتى يأتي وقت يحصل فيه الشروق . وهو من الناحية الفقهيّة : ظهور أوّل جزء من قرص الشمس فوق الأفق ، وإن لم يظهر القرص كله ، وإن لم ينتشر ضوؤها . ومن المعروف الأكيد ، أنَّ الشمس تشرق خافتة نسبيّا [2] ، لأنهم قالوا : إنَّ وصول نورها إلى الأرض يستدعي ثمان دقائق . وبعد مضي هذه الدقائق يبدأ القرص باللمعان . من دون أن يكون نوره قد انتشر كثيرا . ويحتاج هذا الانتشار إلى حوالي ربع ساعة أو أكثر ، تكون الشمس خلالها قد صعدت فوق الأفق بمقدار ذراع ، في النظر ، أو أكثر .
[1] نقل عن سيدنا الأستاذ في بعض فتاواه : أنه قال : إنها سبع الليل . [2] إلى حدٍّ تكون قابلة للنظر الاعتيادي المباشر .
215
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 215