نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 192
أحدهما : إنَّ التيمم وإن كان حقيقة في القصد إلَّا أنَّه أصبح حقيقة في هذه الوظيفة الشرعية بعد اشتهار استعماله واستغنائه عن القرينة . ثانيهما : إنَّ ( يمم ) المريض ، استعمال بعد ثبوت الحقيقة الشرعية هذه كأنه اشتقاق منه بمعنى جعل غيره يتيمم أو ساعده على التيمم . الناحية الثانية : في معنى الصعيد . قال اللغويون [1] : الصعيد التراب . وقال ثعلب : هو وجه الأرض لقوله تعالى * ( فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً ) * . وقالوا : الصعيد المرتفع من الأرض . وقيل : الأرض المرتفعة من الأرض المنخفضة . وقيل : ما لم يخالطه رمل ولا سبخة . وقيل : وجه الأرض لقوله تعالى * ( فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً ) * . وقيل : الصعيد الأرض . وقيل : الأرض الطيبة . وقيل : هو كل تراب طيب . وفي التنزيل * ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) * . وقال الفراء في قوله * ( صَعِيداً جُرُزاً ) * . الصعيد التراب . وقال غيره : هي الأرض المستوية . وقال أبو إسحاق : الصعيد وجه الأرض . إلى أن قال : قال تعالى : * ( فَتُصْبِحَ صَعِيداً ) * ، لأنه نهاية ما يصعد إليه من باطن الأرض . لا أعلم بين أهل اللغة خلافا فيه أن الصعيد وجه الأرض . قال الليث : يقال للحديقة إذا خربت وذهب شجراؤها : قد صارت صعيدا أي أرضا مستوية لا شجر فيها . ابن الأعرابي : الصعيد : الأرض بعينها . والصعيد الطريق سمي بالصعيد من التراب . والجمع من كل ذلك صعدان . فنجد أنَّ الاحتمالات المعروضة في هذه الأقوال عديدة منها ما هو محتمل ، ومنها ما هو غير محتمل ، ومنها ما هو المتعين والصحيح . ولا بدّ لنا أن ننظر ما هو الأوفق بالوظيفة الشرعية . الأول : الصعيد الأرض بعينها . بحيث نفهم منه معنى الكرة الأرضية .