نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 189
ثامنا : من الإشكالات : قال : والعطف بأو والمناسب بالواو . وهذا ما سبق مفصّلا أن بحثناه . وحاصل ما أردناه : أنَّ هذا الذي ورد في القرآن هو الأجود ، لعدة أسباب سبقت ومن أوضحها : أنَّ مقتضى عطف المجموعات على بعضها هو ذلك ، مع قصور العربية عن أسلوب آخر . فراجع . تاسعا : من الإشكالات : والاقتصار في بيان الحدث الأصغر على الغائط . وهذا عجيب ، ناشئ من توقّع السائل ، كما ذكرنا أن يكون القرآن الكريم قاموسا فقهيّا أو ( رسالة عملية ) . ومن المؤسف للسائل أن نقول له : إنَّ القرآن الكريم ذكر الأحداث كلها ولم يقتصر على الغائط . لأنَّ الأحداث الموجبة للضوء فقهيّا هي ما ورد في الأخبار الصحيحة الصريحة . لا ينقض الوضوء إلَّا ما خرج من أحد سبيليك أو النوم . أمَّا النوم فمذكور في أول الآية الكريمة إجمالا * ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) * يعني من النوم . وعلى أيّ حال فالمجيء من الغائط لا ربط له بالنوم ، فهو يثير مشكلة أخرى غيره . لا نتوقع أن نفهمه منه . كما أنه من الممكن القول إنَّ النوم مذكور ضمنا كسبب للتيمم أيضا . في قوله * ( وإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ ) * ، لوضوح أن المرض والسفر في العهود السابقة كان يطول عدة أيام ، ممَّا يضطر الفرد خلالها إلى النوم بطبيعة الحال . وأمَّا الأحداث الأخرى فمذكورة جميعها ضمن قوله * ( أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ ) * . فإنه لم يقل : أو تغوطتم . بل قال ما مضمونه أو ذهبتم إلى بيت الخلاء . لأنَّ الذهاب إلى الغائط سابقا كان بمنزلته . وإذا دخل الفرد إلى بيت الخلاء جاءت منه الأحداث كلها كما هو معلوم ، ولم يقتصر على حدث واحد في الأعم الأغلب . ومن الطريف أنَّ السائل تخيّل لفظ الغائط بمعنى معين ، فجاء منه هذا السؤال المؤسف . مع العلم أنه بمعنى المنخفض وقد كانوا سابقا يخرجون
189
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 189