responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 181

إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)


والسؤال إنما طرح لأجل الاعتقاد بعدم سببية المرض والسفر للوضوء والتيمم .
اللهم إلَّا أن يقال في جوابه : إنَّ ظاهر القرآن الكريم حجة ، إلَّا فيما علمنا يقينا بخلافه . وهذا الظاهر من هذا القبيل ، فلا يكون حجة ، للوضوح الفقهي في كلّ المذاهب الإسلامية عليه فلا بدّ أن نحاول أن نفهم من الآية الكريمة غير ما يتبادر من هذا الظاهر . كما يأتي في الوجوه الآتية .
الوجه الثاني : أن تكون أو بمعنى الواو . كما احتمله الكثيرون من عدد من المذاهب الإسلامية . أقول : ولعلها نزلت بالواو فعلا . ، وزادت الهمزة سهوا . وإن كان هذا الاحتمال غير وارد ظاهرا ، لأن الصحيح هو الضبط وعدم التحريف في ألفاظ القرآن الكريم .
إلَّا أن كون الحرف بمعنى الواو ، وإن لم يكن بلفظه احتمال وجيه .
وإنما وردت على هذا الشكل لتوحيد الشكل بلاغيّا في عطف الجمل الأربعة ، لتكون على سياق واحد . وإلَّا فالواقع - بناء على هذا الوجه - أنَّ العطف قد تمّ بين احتمالين على اليمين ، وهما المرض والسفر . واحتمالين على اليسار وهما الغائط والملامسة . فقد عطف هذا المجموع على هذا المجموع . ومقصوده وجوب التيمم مع انضمام بعضها إلى بعض إجمالا .
وعطف المجموعات في اللغة العربية ليس سهلا ، إذا اقترن إلى عطف الأفراد أيضا .
وقد احتاج القرآن الكريم إلى مثل ذلك عدة مرات نذكر بعضها : منها قوله تعالى * ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ والْقانِتِينَ والْقانِتاتِ والصَّادِقِينَ والصَّادِقاتِ ) * . إلى آخر الآية .
فقد عطف مجموعات متعددة على بعضها البعض بنفس الحرف الذي عطف الأفراد به . فالمسلمين والمسلمات مجموعة كما أنَّ المؤمنين والمؤمنات مجموعة ، والقانتين والقانتات مجموعة . وهكذا . وقد عطفها بحرف واحد هو الواو . لعدم توفر حرف آخر في اللغة ، يمكن استعماله بين المجموعات أو يميز بين المجموعات والأفراد وإنما يبقى هذا التمييز ذهنيّا خالصا لمن يلتفت إليه .

181

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست