responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 131

إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)


بذلك الأسباب الظاهرية . وكذلك الشيطان ، حيث أن المنقول عن اليزيدين أنهم يؤمنون به ربّا . وهو المشار إليه في القرآن الكريم بقوله تعالى على لسان الشيطان * ( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) * [1] . وتقديسهم للشيطان مؤكد ، إلَّا أنَّ نفيهم لما هو أعلى منه بحيث يكون هو المسيطر الحقيقي على الكون كله ، غير مؤكد .
وكذلك الجن ، في معتقدات السحرة والكهنة ، الذين يعتبرونهم الأسباب النهائية للحوادث . وإن لم يكونوا بدورهم أسبابا طبيعية . وهو المشار إليه بقوله * ( بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ) * [2] .
وكذلك الفلك والقوانين الفلكية ، التي كان يؤمن بها بعض المنجمين الملحدين القدماء ، على أساس أنها القوانين النهائية للعالم . ولم نجد لها بخصوصها إشارة واضحة في القرآن الكريم ، ولكنها تندرج تحت آيات أخرى . منها ما سبق كقوله تعالى * ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتا ) * . أو قوله * ( أَمْ لَهُمْ إِله غَيْرُ الله سُبْحانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ) * . أو قوله تعالى * ( ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ) * .
وأمَّا عبدة الأصنام ، فليس فيهم على ما يبدو من يقدس الصنم كشيء نهائي . وإنما يقدسه مع الاعتراف بوجود الخالق للعالم وهو قوله تعالى * ( ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى ) * [3] . وكانت عبادتهم للأصنام تنشأ من مناشئ مختلفة ، متسببة عن الجهل والتخلف في الثقافة والذكاء إلى درجة عجيبة .
منها : أنهم يعتقدون أنَّ من الضروري وجود صورة للإله المجرد على شكل محدد ، لكي يكون هو الرمز بينهم وبينه .
ومنها : أنهم يخلدون أولئك الذين أحبوهم وأخلصوا إليهم في حياتهم من مصلحين وزعماء كبوذا وكونفشيوس وغيرهما . يخلدونهم على شكل مجسمة أو تمثال ، ثم تصبح المجسمة معبودة التدريج لأن الأجيال المتأخرة منهم ترى التقديس المهم في دينهم مشخص في هذا التمثال .



[1] إبراهيم : 22 .
[2] سبأ : 41 .
[3] الزمر : 3 .

131

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست