أبدانهم حال حياكة السابريّة أيضا مشكوك . ومنها : صحيح عبد اللَّه بن سنان قال : سئل أبو عبد اللَّه عليه السّلام ، وأنا حاضر : إنّي أعير الذمّيّ ثوبي وأنا أعلم أنّه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير فيردّه عليّ فأغسله قبل أن أصلَّي فيه ؟ فقال : صلّ فيه ولا تغسله من أجل ذلك ، فإنّك أعرته إيّاه وهو طاهر ولم تستيقن أنّه نجّسه فلا بأس أن تصلي فيه حتّى تستيقن أنّه نجّسه [1] . دلالته على طهارة الذمّيّ ذاتا واضحة ، فإنّ منشأ السؤال هو احتمال النجاسة العرضيّة ، وإلَّا كان الأنسب في السؤال فرض احتمال إصابة بدنه ، أو يده مع الرطوبة للثوب . ولا يخفى أنّه يستفاد من التعليل في الخبر حجّيّة الاستصحاب فينبغي ذكره في عداد أخبار الاستصحاب . ومنها : خبر الاحتجاج عن الحميريّ أنّه كتب إلى صاحب الزمان عليه السّلام : عندنا حاكة مجوس يأكلون الميتة ، ولا يغتسلون من الجنابة ، وينسجون لنا ثيابا فهل تجوز الصلاة فيها من قبل أن تغسل ؟ فكتب عليه السّلام إليه في الجواب : لا بأس بالصلاة فيها [2] . دلالته على عدم نجاسة المجوسيّ ذاتا واضحة ، وأنّ السؤال بلحاظ أكلهم الميتة وعدم اغتسالهم من الجنابة ، فيكونوا معرضا للنجاسة العرضيّة ولذا أجابه عليه السّلام : بجواز الصلاة قبل الاغتسال ، لعدم العلم بتنجّس الثياب . ومنها : خبر أبي جميلة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام أنّه سأله عن ثوب المجوسيّ : ألبسه وأصلَّي فيه ؟ قال : نعم ، قلت : يشربون الخمر ، قال : نعم نشتري الثياب السابريّة
[1] الوسائل باب 74 من أبواب النجاسات : ح 1 . [2] الوسائل باب 73 من أبواب النجاسات : ح 9 .