الجوانب والنواحي حتّى تكون أسوة لسائر الدول الإسلاميّة وليس الصبح ببعيد . وكيف كان ، اختلطت الأمم الإسلاميّة بأهل الكتاب اختلاطا شديدا من جوانب وجهات عديدة كاد أن يصعب بل يتعذّر أحيانا أن يمتنعوا عن معاشرتهم ويتحذّروا عمّا يصل إليهم من نواحيهم والمعمولة في بلادهم . ولا يخفى أنّ الأمتعة والألبسة وما شابه ذلك ، المجلوبة من بلاد الكفر في عصرنا الحاضر وإن كانت معمولة بالمكائن والآلات الصناعيّة الجديدة وبدون ملامسة الأيدي مباشرة غالبا إلَّا أنّه من المستبعد جدا - لو لم يكن من المحال عادة - عدم ملاقاتها بأيديهم مع الرطوبة ولو في مراحل طويلة وزمن طويل . هذا من جانب ومن جانب آخر ابتليت الأمّة في بعض الدول الإسلاميّة بل في بعض بلدان مملكتنا هذه باستخدام اليهود والنصارى أو بالعكس بحيث يصعب عليهم الاجتناب عنهم لو حكم عليهم بالنجاسة الذاتيّة . ولمثل هذا بين حين وآخر تأتي الاستفتاءات من نواحي شتّى ويسألون الفقهاء ومراجع التقليد ويستفتونهم من هذه الجهة قائلين بأنّهم في ضيق وحرج شديد ، فقد وقع المؤمنون الذين يراعون الطهارة والنجاسة في عسر وحرج شديد من ناحية معاشرتهم مع أهل الكتاب والاجتناب عمّا يصل إليهم من منتوجات بلادهم ومصنوعاتها وأمتعتها ومباشرتها مع أيديهم الرطبة . وفي سالف الزمان عند إلقائنا مباحث الطهارة على جمع من طلبة العلوم الدينية الأعزّاء في الحوزة العلميّة بقمّ عشّ آل محمّد صانها اللَّه من الحوادث والبليّات تعرّضنا لمسألة نجاسة الكفّار وذهبنا إلى ما هو المشهور بين أصحابنا الإماميّة من الحكم بنجاستهم مطلقا من غير فرق بين الكتابيّ وغيرهم . ولكن بعد تجديد النظر