إسم الكتاب : لب اللباب في طهارة أهل الكتاب ( عدد الصفحات : 123)
الفقرة نجاستهم كما لا يخفى ، نعم الفقرة الأخيرة وهي قوله عليه السّلام : « إنّ اللَّه تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وإنّ الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه » . تدلّ على نجاسة الكلب ، وأنّ الناصب أنجس من الكلب ، ولكن أيّ دلالة فيه على نجاسة اليهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ ، ولعلَّه من الوضوح بمكان . ومنها : مفهوم غير واحد من الأخبار الواردة في حلَّيّة طعام أهل الذمّة ، وقد عقد لها في الوسائل بابا ( وهو باب 51 من الأطعمة المحرّمة ) وأورد فيه أخبارا نذكر واحدا منها ، وهو ما رواه سماعة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : سألته عن طعام أهل الذمّة ما يحلّ منه ؟ قال : الحبوب [1] . تقريب الدلالة : إنّ الظاهر خصوصا بقرينة التصريح في أخبار أخرى بالعدس والحمص والبقول ونحوها يعلم أنّ المراد الأطعمة الَّتي لم يعلم ملاقاة أبدانهم مع الرطوبة بها ، فمفهومها أنّ طعام أهل الكتاب إذا لم يكن مثل الحبوب ونحوها وكان ممّا يعلم ملاقاة أبدانهم إيّاها رطبا لا يجوز أكله ، فيدلّ على نجاستهم . وفيه : أنّه قد عرفت أنّ مجرّد ذلك لا يدلّ على نجاسة أبدانهم ذاتا ، ومن القريب أن يكون ذلك بلحاظ نجاستهم العرضيّة . ومنها غير ذلك من الأخبار المتفرقة في أبواب الفقه الَّتي يستشعر بل ربما يستظهر منها نجاستهم ، بل ربما استفيد من بعض الأخبار الدالَّة على طهارة أهل الكتاب نجاستهم فارتقب . ولكنّ الذي يقتضيه النظر عاجلا عدم تماميّة دلالتها على النجاسة ، ولا أظنّ أن تكون دلالتها أوضح ممّا ذكرنا .
[1] الوسائل باب 51 من أبواب الأطعمة المحرّمة : ح 1 .