« اعلم أنّ ظاهر القرآن يدلّ على كونهم أنجاسا فلا يرجع عنه إلَّا بدليل منفصل ، ولا يمكن ادّعاء الإجماع فيه لما بيّنّا أنّ الاختلاف فيه حاصل . وعن الحسن : من صافح مشركا توضّأ ، وهذا قول الهادي من أئمّة الزيديّة » [1] . وعن فتح الباري نسبة القول بالنجاسة إلى أهل الظاهر ، وعن ابن حزم في المحكيّ ج 1 / 129 - 130 التصريح بالنجاسة ، وتعجّب من القول بطهارة المشركين قائلًا : « ولا عجب في الدنيا أعجب ممّن يقول فيمن نصّ اللَّه تعالى أنّهم نجس ! ، إنّهم طاهرون . وعن الشوكانيّ في نيل الأوطار ، نسبة نجاسة الكافر إلى مالك . وبالجملة جمهور العامّة وإن ذهبوا إلى طهارة الكتابيّ إلَّا أنّه يوجد القول بنجاستهم بين الصحابة ، والتابعين ، والمفسّرين والفقهاء منهم . فظهر أنّ القول بنجاسة الكفّار في الجملة ليس من منفردات الإماميّة فما يظهر من علم الهدى قدس سره في الانتصار : « إنّ نجاسة الكفّار من منفردات الإماميّة [2] » ليس كما ينبغي . وبعد ما عرفت ثبوت نجاسة الكافر في الجملة يقع الكلام في أنّ النجاسة هل هي ثابتة لهم بقول مطلق حتّى يصحّ أن يقال : إنّ كلّ من صدق عليه أنّه كافر يكون نجسا أو تخصّ بعض الكفّار ؟ أقسام الكفر قد ذكر للكفر وما الحق به أقسام أشار إليها العلَّامة الكبير الطباطبائيّ اليزديّ قدس سره
[1] تفسير الفخر الرازيّ : ج 16 / 24 . [2] الانتصار / 10 .