هذا ما عليه أصحابنا الإماميّة في نجاسة الكفّار في الجملة وأما أهل الكتاب فالمشهور عندنا نجاستهم . وأمّا العامّة فالمشهور بينهم طهارتهم ، فعن المغني ج 1 / 49 : إنّ الآدميّ طاهر وسؤره طاهر سواء كان مسلما أو كافرا عند كافّة أهل العلم . وعن صاحب البدائع ج 1 / 63 : سؤر الطاهر المتّفق على طهارته سؤر الآدميّ بكلّ حال مسلما كان أو مشركا . وحكى نحوه أو قريب منه عن الغزاليّ في الوجيزة ج 1 / 4 ، وابن الحجر في فتح الباري ، وصاحب الإقناع ج 1 / 74 إلى غير هؤلاء ممّن يطول بنا ذكرهم . وفي تفسير روح المعاني : « روي عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنه أنّ أعيان المشركين نجسة كالكلاب والخنازير ، وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه عنه رضي اللَّه عنه أنّه قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم من صافح مشركا فليتوضّأ ، أو ليغسل كفّيه ، وأخرج ابن مردويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جدّه قال : استقبل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جبرئيل عليه السّلام فناوله يده فأبى أن يتناولها فقال : يا جبرئيل ، ما منعك أن تأخذ بيدي ؟ ! فقال : إنّك أخذت بيد يهوديّ فكرهت أن تمسّ يدي يدا قد مسّها يد كافر فدعى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بماء فتوضّأ فناوله يده فتناولها » [1] وحكى عن صاحب الكشّاف أن أعيان المشركين نجسة كالكلاب والخنازير . وفي تفسير الفخر الرازيّ عند قوله تعالى * ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) * [2] .