نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ( ط.ج ) نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 81
إسم الكتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ( ط.ج ) ( عدد الصفحات : 391)
فإن قلتم : إنّه دعا بغير مكروه وسخط ، فقد كفرتم وكذّبتم القرآن ، وإن قلتم : إنّه دعا لما أسخَطَ اللَّه عزّ وجلّ فاختار السجن ، فأنا أعذر منه . الخامس : موسى بن عمران عليه السلام إذ قال « فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ » [1] . فإن قلتم : إنّه لم يفرّ منهم خوفاً على نفسه فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنه فرّ خوفاً فالوصي أعذر منه . السادس : هارون عليه السلام إذ يقول « ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ » [2] فإن قلتم : إنّهم لم يستضعفوه ولا كادوا يقتلونه حيث نهاهم عن عبادة العجل فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّهم استضعفوه وكادوا يقتلونه لقلَّة من يعينه ، فالوصي أعذر منه . السابع : محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله إذ هرب إلى الغار ، فإن قلتم : إنّه هرب من غير خوف على نفسه من القتل ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب إلى الغار ، فالوصي أعذر منه ، فقال الناس بأجمعهم : صَدَقَ أمير المؤمنين عليه السلام [3] . وكذا تظلَّم أهل بيته عليهم السلام ، وسيجئ لذلك مزيد بيان . وقد قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « ما ولَّت أُمّة رجلًا وفيهم من هو أعلم منه إلا ولم يزل أمرهم إلى سفال ما تركوه » [4] . وما رواه محمّد بن النعمان ، عن عكرمة وابن عباس قال ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « ما من قوم أمّروا أميراً وهو غير مرضي عند اللَّه إلا خانوا اللَّه ورسوله وكتابه والمؤمنين » [5] .