معلَّلًا بأنّ ميتة الجاهليّة إنّما تكون بفوات المعارف التي هي من أُصول الدين وذلك لا ينطبق إلا على رأي الشيعة .
وممّا يفيد بقاءهم إلى انقضاء التكليف ، ما في مسند ابن حنبل أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قال : « إنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت ذهبوا ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » [1] وقد فسّر أهل البيت بهم [2] .
وروى الزمخشري في ربيع الأبرار : أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قال : « لمّا أسرى بي جبرائيل إلى السماء أخذ بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ، ثمّ ناولني سفرجلة ، فبينما أنا أُقلَّبها انفلقت وخرجت منها جارية لم أرَ أحسن منها ، فسلَّمتْ علي ، فقلت : من أنت ؟ . » فقالت : أنا الراضية المرضيّة ، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف : أعلائي من عنبر ، ووسطي من كافور ، وأسفلي من مسك ، ثمّ عجنني بماء الحياة وقال لي : كوني ، فكنت ، خلقني لأخيك وابن عمّك عليّ بن أبي طالب » [3] . والدُّرنُوك ضرب من البُسط [4] .
وروى أبو بكر الخوارزمي في كتاب المناقب عن بلال بن خمامة [5] » ، قال : طلع علينا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ذات يوم متبسّماً ضاحكاً ، ووجهه مشرق

[1] نقله عنه في الصواعق المحرقة : 91 ، وعن أحمد في مرقاة المفاتيح 5 : 610 ، وأُنظر المطالب العالية 4 : 74 ح 4002 ، وكنز العمال 12 : 96 ح 34155 ، وص 101 ح 34188 وص 102 ح 34190 ، وينابيع المودّة 1 : 72 و ج 2 : 114 ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي 2 : 142 ، وفرائد السمطين 2 : 253 ح 522 ، وذخائر العقبى : 17 ، وتذكرة الخواص : 219 .
[2] انظر صحيح البخاري بشرح الكرماني 15 : 5 ، وصحيح مسلم 5 : 37 باب فضائل أهل بيت النبي ( ص ) ح 2424 ، وسنن الترمذي 5 : 663 ح 3787 ، وترجمة الإمام الحسن ( ع ) لابن عساكر : 72 ، الإتقان للسيوطي 4 : 105 ، فيض القدير 3 : 14 تيسير الوصول 3 : 260 ح 6 ، الصواعق المحرقة : 86 ، 87 ، غاية المأمول في هامش التاج الجامع للأُصول 4 : 207 .
[3] ربيع الأبرار 1 : 286 ، وأُنظر المناقب للخوارزمي : 295 ح 288 ، وينابيع المودّة 1 : 410 و ج 2 : 179 ، وذخائر العقبى : 90 .
[4] البِسط والبُسط : الناقة المخلاة على أولادها المتروكة معها لا تمنع منها . لسان اللسان 1 : 86 .
[5] في المصدر : بلال بن كمامة .

74