responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الإستبصار نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 101

إسم الكتاب : كشف الأسرار في شرح الإستبصار ( عدد الصفحات : 515)



الترقي والتكامل بعالم الهيولى والصورة الذي يبلغ الانسان فيه من الاستعداد إلى مرتبة الفعلية ، وأما عالم التجرد ، فينقطع فيه الاستعداد ويتعذر التعالي والتكامل لأنه فعلية محضة ، وقد أشار سيدنا الجد ( عليه الرحمة ) إلى جوابه في المتن بقوله : « ان طلبنا منه سبحانه الصلاة والسلام على النبي وآله ( عليهم السلام ) . . . الخ » . ( أقول ) إنّ عدم امكان التعالي والتكامل مطلقا ، بالنسبة إلى الممكنات في وعاء التجرّد ممنوع ، لأنّ ما هو ممنوع منه هو التكامل المادّي فقط ، اما المعنوي كالقرب الآلهي فأي ضير فيه ؟ وقد دلَّت عليه الشواهد الشرعية والأخبار النبوية ، نحو انقطاع عمل بني آدم بموته الا من ثلاثة . . . ، وما دلّ على أنه يقال لقارئ القرآن في الجنة : « اقرأ وارق » وما ورد في الدعاء للنبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله ) بعد التشهد بقوله : « وتقبّل شفاعته في أمّته وارفع درجته » ومنها ما ورد من حالات نور النبي قبل ظهوره في العالم المادّي من أنه كان يقضي المراحل الطويلة في الأنوار الكمالية والبحار النورانية . ومن جملة ما يؤيّد هذا المطلب الجليل ، أنّ الجليل عزّ اسمه حينما رفع عبده ورسوله ( صلَّى اللَّه عليه وآله ) اليه ليلة المعراج حكى هذه الواقعة بهذه الألفاظ الشريفة : « ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى » ( النجم 9 ) ففيها إشارة لطيفة إلى أنّ اللَّه تعالى كما أنّ ليس لمقامه حدّا محدودا ، ولا بداية ولا نهاية ، كذلك النبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله ) ليست لدرجاته غاية ، ولا لكمالاته نهاية ، والا لتوقف اللَّه سبحانه في حكاية معراج رسوله على لفظ ( فكان قاب قوسين ) فقط ، ولم يقل ( أو أدنى ) فبهذا اللفظ الأخصر ، غرق العالم الأكبر ،

101

نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الإستبصار نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست