نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 310
وفيه : ما تقدم من أن مطلق اللحن إذا لم يكن على سبيل اللهو ليس غناء ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " وإياكم ولحون أهل الفسق " نهي عن الغناء في القرآن . ثم إن في قوله : " لا يجوز تراقيهم " إشارة إلى أن مقصودهم ليس تدبر معاني القرآن ، بل هو مجرد الصوت المطرب . وظهر مما ذكرنا أنه لا تنافي بين حرمة الغناء في القرآن وما ورد من قوله صلوات الله عليه : " ورجع بالقرآن صوتك ، فإن الله يحب الصوت الحسن " [1] فإن المراد بالترجيع ترديد الصوت في الحلق ، ومن المعلوم أن مجرد ذلك لا يكون غناء إذا لم يكن على سبيل اللهو ، فالمقصود من الأمر بالترجيع أن لا يقرأ كقراءة عبائر الكتب عند المقابلة ، لكن مجرد الترجيع لا يكون غناء ، ولذا جعله نوعا منه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " يرجعون القرآن ترجيع الغناء " . وفي محكي شمس العلوم : أن الترجيع ترديد الصوت مثل ترجيع أهل الألحان والقراءة والغناء [2] ، انتهى . وبالجملة ، فلا تنافي بين الخبرين ، ولا بينهما وبين ما دل على حرمة الغناء حتى في القرآن ، كما تقدم زعمه من صاحب الكفاية تبعا - في بعض ما ذكره من عدم اللهو في قراءة القرآن وغيره - لما ذكره
[1] الوسائل 4 : 859 ، الباب 24 أبواب قراءة القرآن ، الحديث 5 . [2] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم - في اللغة - ثمانية عشر جزءا ، كما في كشف الظنون ، وفي بغية الوعاة : في ثمانية أجزاء ، وهو لنشوان بن سعيد ابن نشوان اليمني الحميري ، المتوفى سنة 573 ، انظر الذريعة 14 : 224 .
310
نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 310