نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 212
بهذا فقد كذب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله " [1] ، انتهى . ثم لا فرق في أكثر العبارات المذكورة بين رجوع الاعتقاد المذكور إلى إنكار الصانع جل ذكره - كما هو مذهب بعض المنجمين - وبين تعطيله تعالى عن التصرف في الحوادث السفلية بعد خلق الأجرام العلوية على وجه تتحرك على النحو المخصوص ، سواء قيل بقدمها - كما هو مذهب بعض آخر - أم قيل بحدوثها وتفويض التدبير إليها - كما هو المحكي عن ثالث منهم - وبين أن لا يرجع إلى شئ من ذلك ، بأن يعتقد أن حركة الأفلاك تابعة لإرادة الله ، فهي مظاهر لإرادة الخالق تعالى ، ومجبولة على الحركة على طبق اختيار الصانع جل ذكره - كالآلة - أو بزيادة أنها مختارة باختيار هو عين اختياره ، تعالى عما يقول الظالمون ! لكن ظاهر ما تقدم في بعض الأخبار - من أن المنجم بمنزلة الكاهن الذي هو بمنزلة الساحر الذي هو بمنزلة الكافر [2] - من عدا الفرق الثلاث الأول ، إذ الظاهر عدم الإشكال في كون الفرق الثلاث من أكفر الكفار ، لا بمنزلتهم . ومنه يظهر : أن ما رتبه عليه السلام على تصديق المنجم : من كونه تكذيبا للقرآن وكونه موجبا للاستغناء عن الاستعانة بالله في جلب الخير ودفع الشر ، يراد منه إبطال قوله ، بكونه مستلزما لما هو في الواقع مخالف للضرورة من كذب القرآن والاستغناء عن الله - كما هو طريقة
[1] شرح نهج البلاغة 6 : 212 . [2] تقدم نصه عن نهج البلاغة في الصفحة : 205 .
212
نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 212