لكن ما ذكره في الجواهر مشكل أيضا . وفي الرواية احتمالات أخرى ، والحاصل إنه لا دلالة تامة لها على الحكم [1] . ومما استدل به منها : صحيحة حريز قال : " كانت لإسماعيل ابن أبي عبد الله عليه السلام دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن ، فقال إسماعيل : يا أبه إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن
[1] أي لاجمال لفظ الرواية . وأما سندا فهي مرسلة ، إلا أن " يونس " فيها هو يونس بن عبد الرحمن كما جاء في الوسائل عن الصدوق ، ويونس بن عبد الرحمن من أصحاب الاجماع ، فتكون الرواية معتبرة بناءا على تصحيح ما يصح عن أحدهم . لكن راويها عن يونس هو " محمد بن عيسى " وهو : ابن عبيد بن يقطين أبو جعفر العبيدي الأسدي الرواية عن يونس حتى قيل له " اليونسي " نسبة إليه . وهذا الرجل قد وثقه النجاشي قائلا : جليل من أصحابنا ثقة عين كثير الرواية حسن التصانيف . وضعفه الشيخ قائلا : ضعيف استثناه أبو جعفر ابن بابويه من رجال نوادر الحكمة وقال : لا أروي ما يختص بروايته ، وقيل : إنه يذهب مذهب الغلاة . إلا أنه قد تقرر تقدم رأي النجاشي على رأي الشيخ عند التعارض ، ولا سيما وأن الظاهر هنا كون سبب تضعيف الشيخ ما ذكره عن الصدوق تبعا لشيخه ابن الوليد ، على أنه قد تقرر أيضا اعتبار خبر الثقة وإن كان فاسد المذهب .