إنكار الولاية والخلافة اتّصفوا بالبغض والعداوة ، والخلافة ليس منكرها منكر للضروري ، لعدم كونها ضروريّة بل هي من المسائل النظريّة ، وأمّا مودّة ذوي القربى فهي أمر أبين من الشمس في رائعة النهار ، وورود بها صريح القرآن ومتواتر الأخبار . إذا تقرّر ذلك وعلم أنّهم منكرون للضروري فإن قلنا بأنّ منكر الضروري ليس عنوانا مستقلا للنجاسة ، بل لرجوعه إلى إنكار النبوّة وتكذيب النبي ، فلا إشكال أنّ أكثر النصّاب والخوارج منكرون للضروري وغير مكذّبين لرسول الله ، وهم أشخاص منهم قد اشتبه عليهم الأمر لإخفاء الظالمين ، واستتر واحتجب عليهم الحقّ الجليّ ، وهم الطبقات المتأخّرة من هذه الطائفة المنحوسة ، فإنّه ربّما كان فيما بينهم رجل مقدّس تخيّل أنّ عداوة أمير المؤمنين أمر مطلوب لله ولرسوله ، ومرغوب في الحقيقة ، فيتقرّب إلى الله ورسوله بعداوته - صلوات الله عليه - ، كما يظهر ذلك من مراجعة أحوالهم في كتب السير والتواريخ . حتّى أنّه نقل عن رجل منهم قال : لو وجدت بين لابتيها من يحلّ شبهتي لجأت إليه ليحلّ شبهتي ، فدلَّوه على الباقر - عليه السّلام - فجاء نحوه وألقى إليه أنّه كيف يحقّ للأمير - عليه السّلام - سفك دماء أصحاب الجمل ؟ فرفع - عليه السّلام - شبهته بقضيّة واقعة في غزوة خيبر ، وهي قول رسول الله عند إعطاء الراية لفلان وفلان مرّتين ومراجعتهم : لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، فقال - صلوات الله عليه - : هذا نصّ في أنّ الله ورسوله يحبّان شخص علي - عليه السّلام - ، ولا يمكن أن يحبّ الله ورسوله شخصا يرجع مآل أمره إلى السوء والشرّ ، فإنّهما عالمان بعاقبة كلّ شخص ، فلو كان عاقبة علي - عليه السّلام - إلى السوء لكان الله ورسوله