أقول : الكرش بالفارسيّة « شكنبه » ويقال للأنفحة « شيردان برّه وبزغاله » . ثمّ هذا النزاع والخلاف بين أهل اللغة يحتمل وجهين ، الأوّل : أن يكون نزاعهم في الموجود في جوف الجدي والحمل أنّه هل هو ليس إلَّا اللبن الخالص بدون الوعاء ، ثمّ بعد الكبر وصيرورته آكل العلف يستحيل هذا اللبن إلى الكرش ؟ أو أنّه من أوّل الأمر يكون اللبن في جوفه في جلدة هي وعائه ؟ ففريق يقول : إنّ الكرش موجود حال الرضاعة أيضا ، وآخر يقول : إنّه ليس في تلك الحال إلَّا شيئا أصفر وهو اللبن وبعد الكبر يستحيل إلى الكرش . والثاني : أن يختلفوا بعد الاتّفاق على أنّه من أوّل الأمر يكون في الجوف شيئان - أحدهما : اللبن والآخر : ما هو وعائه - في إطلاق اللفظ عليه ، ففريق يقول : إنّ هذا الوعاء ما دام الحمل والجدي يرتضعان يسمّى بالأنفحة ، وإذا أكلا العلف فيسمّى حينئذ كرشا ، فلا يطلق الكرش حال الصغر ولا الإنفحة حال الكبر ، فحال هذين اللفظين حال لفظي العجل والبقر حيث إنّ الأوّل مخصوص بحال الصغر ولا يصحّ إطلاقه في حال الكبر ، والثاني بالعكس ، فنسب هذا القائل السهو إلى من أطلق في حال الصغر لفظ الكرش ، وآخر يقول : إنّ الكرش يطلق عليه في حال الصغر والكبر معا وإن كان الإنفحة لا يطلق إلَّا في حال الصغر ، هذا ما يحتمل من محلّ نزاعهم . ولكن يمكن لنا استفادة أنّ الإنفحة التي قد حكم بطهارتها في رواية أبي حمزة المشتملة على سؤال قتادة عن أبي جعفر المراد منها هو المجموع من اللبن وما هو وعائه لا خصوص اللبن فقط - كما احتمله شيخنا المرتضى في طهارته - وأنّه غير الكرش ، ويستفاد هذا من مجموع السؤال والجواب والتعليل الواقع في