responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 538


منهم لا إشكال في أنّهم لم يزعموا كون الوثن هو الإله الأصلي ، ولا كونه شريكا لله تعالى ، بل هم كانوا كما حكى الله تعالى عنهم في القرآن حيث قال عزّ من قائل حكاية عنهم : « ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى » [1] ومعنى العبادة هو الخضوع والخشوع والتملَّق ، فمحصّله : إنّا نتملَّق من هؤلاء الأوثان لكي يشفعوا لنا عند الله ، فعلى هذا فكلّ تملَّق للمخلوق لغرض أن يشفع عند الله للمتملَّق يكون مثل فعل هؤلاء المشركين ، وهذا هو شبهة الطائفة الوهابيّة على عامة المسلمين من أنّهم يزورون القبور المتبرّكة والضرائح المطهّرة في المشاهد المشرّفة ، فقالوا : إنّ هذه الأعمال الصادرة منكم عند هذه المقابر والضرائح تشبه بأعمال هؤلاء المشركين لأوثانهم ، فهم كانوا يتقرّبون بذلك إلى الله لأن يشفعوا لهم ، وأنتم أيضا تعملون هذه الأعمال والتواضعات لتلك البقاع لأجل أن يشفع لكم صاحبوها - صلوات الله عليهم - ومن هنا حكموا بكفر عامّة أهل الإسلام من الشيعي والسنّي - فإنّ أهل السنّة أيضا يعملون هذه الأعمال لضريح النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وفعلوا بضريح سيّد الشهداء - عليه السّلام - ما فعلوا ، وأراد رئيسهم الذهاب نحو ضريح الرسول ، والفعل عنده أيضا بمثل ما فعله بذلك الضريح فامتنع من ذلك جيشه .
والجواب : أنّ تواضع المخلوق إمّا كان بأمر الله سبحانه فهو ليس تواضعا إلَّا لله تعالى ، وأقوى شاهد على المدّعى سجدة الملائكة لآدم بأمر الله ، وقد ورد في الأخبار محاجّة النبي مع . . [2] وورود الجواب بتعبيرين ، لكن كلاهما يرجع إلى واحد بحسب الروح واللبّ :



[1] الزمر / 3 .
[2] هنا بياض في الأصل .

538

نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست