responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 537


والنسيان إليهم إذا اقتضت المصلحة ذلك ، ولو كان هو تعريف كونهم مخلوقين لئلَّا يتوهّم القاصر فيهم الربوبيّة ، فأي مانع يمنع ذلك وهم في هذا الحال أيضا متمكَّنون في مرتبتهم ، من دون حدوث نقيصة أصلا فيما هم عليه من رفعة المقام .
نعم ليس هذا كسهونا ، فإنّ السهو فينا ينشأ من سلطنة الشيطان علينا وغلبة الخيالات الفاسدة في قلوبنا ، فتتشوّش بذلك حواسّنا فيعرض النسيان .
وأمّا فيهم فمنشؤه قدرة الله وسلطنته ، فلذلك وقع التعبير عنه في عبارة بعض العلماء بالإسهاء أي الإيقاع في السهو يعني إيقاع الله تعالى إيّاهم - صلوات الله عليهم - في السهو .
ولكن لا بدّ أن يعلم أنّ هذا مخصوص بالموضوعات ، فلا مانع من جواز إسهائهم في الموضوعات .
وأمّا في تبليغ الأحكام فحيث قلنا : إنّ المباشر لإلقاء السهو ، وأخذ الذكر هو الله فلا يمكن عقلا صدوره منه تعالى في مقام التبليغ ، فإنّه مناف للغرض من البعثة ، فإنّه تبليغ الأحكام ، ويبطل هذا الغرض بالإسهاء ، فيمتنع صدوره منه تعالى ، ولم يقل به في مورد التبليغ أيضا أحد ، ففي هذا المورد دلّ العقل والنقل على الامتناع ، وأمّا في الموضوعات فبعد وجود الأخبار الصحيحة لا يأبى العقل أن يسلَّط الله عليهم السهو في موضوع لأجل مصلحة ، وليس هذا منافيا لاعتقاد من الاعتقادات الدينيّة .
فتحصّل أنّ إثبات السهو كنفيه ليس شيء منهما من المنكرات ، فبأيّ منهما قال أحد لا يوجب الكفر .
ثمّ يجب التنبيه هنا على مطلب ، وهو أنّ المشركين من القريش والوثنيين

537

نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي    جلد : 1  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست