نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 200
ربّ الصعيد ، ولا تقع في البئر ولا تفسد على القوم ماءهم « [1] . وفيه : أنّ الاستدلال بها مبنيّ على فرض بدن الجنب نجسا ، ولا شكّ في أنّ وقوعه في البئر ينجّس البئر فلا يرفع الحدث بل يزيد الخبث ويحتاج بالأخرة إلى التيمّم ، فليس محذور الوقوع في البئر راجعا إلى ما يضرّ بالقوم - كما هو ظاهر الرواية - بل هو لغو صرف وزيادة في نجاسة بدنه ، فالتعليل بهذا أولى بل متعيّن ، حيث إنّ محذور فساد الماء يرتفع بنزح دلاء منه ، فلا دلالة في الرواية على المطلوب ، ويكون النهي عن إفساد الماء لأجل استقذار القوم ذلك ، أو لإثارة الوحل من البئر ، أو لصيرورته مستعملا في الحدث الأكبر ، فالإنصاف أنّ هذه الصحيحة أظهر في عدم الانفعال . والعجب ممّن حكى عنه في المنتقى [2] مساواة ظهور هذه الصحيحة في الدلالة على الانفعال لصحيحة ابن بزيع الآتية [3] الدالَّة على عدم الانفعال وموثّقة عمّار الواردة في وقوع الكلب والفأرة والخنزير ، قال : « ينزف كلَّها ، فان غلب الماء ينزف يوما إلى الليل ثمّ يقام عليها قوم يتراوحون اثنين اثنين فينزفون يوما إلى الليل وقد طهرت » [4] . وفيه : أنّ نزح الكلّ للأشياء المذكورة لعلَّه خلاف الإجماع ، ولذا حمله الشيخ على صورة التغيّر [5] .
[1] الوسائل 1 : 130 ، الباب 14 من أبواب الماء المطلق ، الحديث 22 . [2] منتقى الجمان 1 : 58 . [3] يأتي في الصفحة : 202 . [4] الوسائل 1 : 143 ، الباب 23 من أبواب الماء المطلق ، الحديث الأوّل ، مع اختلاف يسير . [5] التهذيب 1 : 242 ، ذيل الحديث 699 .
200
نام کتاب : كتاب الطهارة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 200