وبعدّة طرق روي عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله أنّه قال : « تنفّلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين ، فإنّهما تورثان دار الكرامة » [1] . وفي خبر آخر : دار السلام وهي الجنّة ، وساعة الغفلة ما بين المغرب والعشاء الآخرة [2] . وأنت ترى عدم تصريح الأولى بكونهما صلاة غفيلة ، فمن المحتمل مغايرتها مع هذه الأخيرة . وأمّا صلاة الوصيّة فقد روي عن الصادق عليه السّلام عن آبائه عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله « قال : أوصيكم بركعتين بين العشاءين يقرأ في الأولى الحمد وإذا زلزلت الأرض ثلاث عشرة مرّة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد خمس عشرة مرّة ، فإن فعل ذلك في كلّ شهر كان من المؤمنين ، فإن فعل في كلّ سنة كان من المحسنين ، فإن فعل في كلّ جمعة كان من المخلصين ، فإن فعل ذلك كلّ ليلة زاحمني في الجنّة ولم يحص ثوابه إلَّا الله تعالى » [3] . إذا عرفت ذلك فنقول : قد ورد الحثّ في الأخبار الكثيرة بإتيان أربع ركعات نافلة للمغرب فيما بينه وبين العشاء ، ولم يرد إلَّا بعنوان أربع ركعات بلا أخذ خصوصيّة فيها ، فهل هذه الأخبار الواردة في هاتين الصلاتين ترغيب وحثّ إلى إعمال هاتين الكيفيّتين في تينك الصلاتين المعدودتين في تلك الأخبار نافلة للمغرب ، أو هما مستقلَّتان عنها ؟
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 20 من أبواب بقيّة الصلوات المندوبة ، الحديث 1 . [2] المصدر . [3] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 17 من أبواب بقيّة الصلوات المندوبة ، الحديث 1 .