مسمّى الاجتهاد والرأي . وحاصل الكلام أنّ معنى هذه الكلمة أعني : « اجتهاد رأيك » : اعمل الوسع في تحصيل الرأي لنفسك ، وهو مطلق الاعتقاد الراجح ، ولكنّ المستفاد من كلمة « الاجتهاد » أنّه لا يجوز التنزّل إلى الظنّ الضعيف إلَّا بعد تعذّر القويّ . وأمّا احتمال أنّ المقصود من هذا الكلام هو الاجتهاد لأجل تحصيل العلم ، فكأنّه قال : اجتهد لعلَّه يحصل لك العلم ، فيه أنّ الظاهر من العبارة أنّ كلَّما صدق عليه الرأي والاعتقاد هو المرجع ، ولا اختصاص له بخصوص فرده المانع عن النقيض . نعم لو كانت العبارة بهذه الصورة : اجتهد في طلب الوقت ، كان ظاهرا في ما ذكر ، وأمّا إذا كان على ما وقع في الخبر فالظاهر منه إرجاع المخاطب إلى رأيه بإعمال الوسع وبذله ، ولا يخفى أنّه ظاهر في حجّيته في أيّ مرتبة كان إذا لم يتمكَّن من ما فوقها ، كما أنّه لا فرق بين أسبابه . وحينئذ فإذا كان السؤال عن اشتباه القبلة بواسطة اختفاء أماراته لا يناسبه الجواب ، إذ المفروض أنّ السائل فرض صورة التحيّر وفقد كلّ أمارة وعلامة يحصل منها العلم أو الظنّ ، ومع ذلك إرجاعه إلى الاجتهاد غير صحيح . وهذا بخلاف ما إذا كان عن اشتباه الوقت ، فإنّه وإن كان مفروضه فقدان أماراته من الشمس والقمر والنجوم ، إلَّا أنّ الإمام عليه السّلام سدّ باب الاعتراض بقوله بعد ذلك بلا فصل : « وتعمّد القبلة جهدك » ، ومعناه والله يعلم أنّ هذا الجهد الذي أمرتك به في باب الوقت اعمله واصرفه في سمت القبلة ، فإنّ هناك مظنّة للعثور على أثر من الشمس في النهار ومن النجوم في الليل ، فإنّ جانب القبلة أقرب من سائر المواضع بظهور أثر الشمس والنجوم فيه ، فإنّه يمكن أن يكون سير السحاب من