إذا عرفت ذلك فالقائل بالإخطار إن أراد بالإخطار هذه الصورة التفصيليّة التي قد عرفتها وعرفت عدم اعتبار مقارنتها في الاتّصاف بالاختياريّة ، ولا حاجة إليها لغير ذلك أيضا ، فلا وجه لما ذكروه من اعتبار المقارنة . وإن أراد أمرا آخر غير ما ذكرنا وهو حديث النفس المستطيل المقارن أوّله لهمزة « الله » وآخره لراء « أكبر » فإن أراد أنّه المعتبر دون غيره ممّا ذكرنا فهو بديهي الفساد ، وإن أراد أنّه أيضا لازم مضافا إلى ما ذكرنا فنطالبه بدليله ، وإذ ليس فليس . كلام للشيخ الأنصاري قدّس سرّه في كتاب الطهارة ثمّ إنّ لشيخنا المرتضى قدّس سرّه في بحث النيّة من كتاب طهارته كلاما على خلاف ما ذكرنا ، قال شيخنا الأستاذ دام ظلَّه : لم أفهم المراد منه ، فقال قدّس سرّه بعد ذكر كفاية القصد الإجمالي في ما عدا الجزء الأوّل من أجزاء الفعل ما لفظه : ثمّ المراد بأجزاء الفعل ما كان مربوطا به بجامع بحكم العادة النوعيّة أو الشخصيّة ، مثلا إذا تصوّر المختار المشي إلى السوق لأجل شراء اللحم فقام للبس ثيابه ونعله كفى القصد التفصيلي في أوّل قيامه ، وأمّا لبس ثيابه ونعله فضلا عن أوّل جزء من المشي ، فيكفي فيها الأمر المركوز في الذهن وإن ذهل عن هذه الأفعال تفصيلا ، لكنّها أفعال اختياريّة صادرة عن قصد واختيار يترتّب عليها ما يترتّب على الفعل الاختياري لو فرض صدوره من أوّله إلى آخره بالقصد والتصوّر التفصيليّين ، نعم لو لم يكن الحركة اللاحقة مرتبطة بالسابق لم يكتف بقصد المجموع في أوّل الأمر بعد تصوّره ، فمن أراد شراء اللحم ثمّ زيارة مؤمن لم يكتف في صدور