الفصل الثاني في أحكام المستقبل قد عرفت أنّ قبلة المتمكَّن هو نقطة الاستقبال الحقيقي ، وغير المتمكَّن هو الجهة بمعنى قوس صغير بمقدار أربع أصابع تقريبا كان كلّ من طرفيه مقطوع الانحراف ، وكلّ من نقاط وسطها محتمل الاستقبال بذلك المعنى ، فالوقوف بحذاء كلّ من نقاط الوسط استقبال في حقّ النائي الغير المتمكَّن حقيقة ، لا من باب الموافقة الاحتماليّة ، بل قد عرفت زيادة الترخيص من خبري الجدي . والكلام الآن في أنّه لو تعيّن عنده نقطة الاستقبال الحقيقي أو الجهة المذكورة علما أو بما هو كالعلم فلا كلام ، وكذا كان كلّ من نقاط الجهة متساوية الاحتمال ، وأمّا إذا تعذّر تحصيل العلم وأمكن الظنّ فهل يجب تحصيله واتّباعه أو لا ؟ والكلام تارة مفروض في ما إذا أمكن تحصيله بالنسبة إلى نقطة من نقاط الجهة ، وأخرى فيما إذا تردّدت الجهة المذكورة بين مواضع متباينة وأمكن تعيين الواقعيّة منها ظنّا . أمّا الكلام في الصورة الأولى فمحصّله أنّه يمكن القول بوجوب تحصيله واتّباعه من دون حاجة إلى دليل اعتبار ، بل بنفس القاعدة الأوّليّة ، وذلك لأنّه