[ الفصل ] الأوّل اعلم أنّ الكلام في المقام يحتاج إلى تقديم مقدّمتين : الأولى : أنّ الجسم متى ازداد بعدا ازداد محاذاة ، ويعلم ذلك بالحسّ ، فإنّك إذا واجهت شخصا من شخصين متلاصقين بحيث اتّصل الخطَّ من موقفك بذلك الشخص فلا شبهة في أنّك إذا بعدت منه في خطَّك المستقيم من دون انحراف تجد نفسك في حدّ من البعد مواجها لكلا الشخصين ، وإذا بعدت أزيد من ذلك رأيت نفسك مواجها لثلاثة ، وإذا زدت على البعد واجهت أربعة ، وهكذا كلَّما زدت على البعد ازددت على المحاذاة ، وأنت في كلّ ذلك تسير على خطَّ مستقيم واصل بذلك الشخص الواحد . الثانية : إذا أمر المولى عبده بمواجهة زيد مثلا فلا شبهة في صدق الامتثال إذا واجهه بالنحو الذي ذكرنا ولو علم بعدم اتّصال الخطَّ من موقفه إلى زيد ، وهل ذلك من جهة التوسعة في مفهوم المقابلة والمواجهة عند العرف بحيث يكون صدقه على هذا الفرد بلا عناية تجوّز ورعاية علاقة ، أو أنّه لأجل خطئهم في مقام التطبيق مع الضيق في المفهوم ؟ الظاهر الأوّل . وعلى كلّ تقدير الصدق عندهم حقيقي لا مسامحي تجوّزي حتّى لا يحكم