بعده ولو زالت استطاعته ثم أسلم لم يجب عليه على الأقوى ، لأن الإسلام يجب ما قبله ، كقضاء الصلاة ، والصيام . حيث أنه واجب عليه حال كفره كالأداء وإذا أسلم سقط عنه ) . ( 1 ) قال في الجواهر : ( لو أسلم وجب عليه الإتيان به إذ استمرت الاستطاعة ، وإلا لم يجب أيضا وان فرض مضى أعوام عليه مستطيعا في الكفر ، لأن الإسلام يجب ما قبله ) . وهو خيرة العلامة ( ره ) في التذكرة على ما حكاه صاحب المستند ( قده ) . قال في المدارك : ( لو أسلم وجب عليه الإتيان بالحج مع بقاء الاستطاعة قطعا وبدونها في أظهر الوجهين ) . ووافقه على ذلك النراقي ( قده ) في المستند حيث قال : ( ولو أسلم وجب عليه الإتيان بالحج ان بقيت الاستطاعة إجماعا والا فعلى الأظهر ، للاستصحاب وفاقا للذخيرة وصاحب المدارك ) . اعلم أن الأخبار الواردة بهذا المضمون - اعني الإسلام يجب ما قبله - كثيرة وكلها مرمية بضعف السند لكنه منجبر بعمل الأصحاب - رضوان اللَّه تعالى عليهم - فنعلم إجمالا بورود هذا المضمون عن المعصوم - عليه السلام - منها : 1 - ما نقل عن المناقب انه جاء رجل إلى عمر فقال : إني طلقت امرأتي في الشرك تطليقة ، وفي الإسلام تطليقتين ، فما ترى ؟ فسكت عمر فقال له الرجل : ما تقول ؟ قال : كما أنت حتى يجيء علي بن أبي طالب - عليه السلام - فجاء علي - عليه السلام - فقال : قص عليه قصتك فقص عليه القصة فقال علي - عليه السلام - : ( هدم الإسلام ما كان قبله هي عندك على واحدة ) [1] . يمكن المناقشة في دلالته بأن قوله - عليه السلام - : ( هدم الإسلام ما كان قبله ) فيه احتمالان : ( أحدهما ) ما هو المقصود وهو أن الكافر إذا أسلم فقد جب عنه ما كان قبله من التكاليف الثابتة عليه في حال كفره فيكون المراد من الإسلام إسلام الشخص .
[1] المروي في البحار - ج 9 - في باب قضايا أمير المؤمنين - عليه السلام - نقلا عن المناقب