إسم الكتاب : قطرات من يراع بحر العلوم أو شذرات من عقدها المنظوم ( كتاب الطهارة من كتاب اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة ج 1 ) ( عدد الصفحات : 129)

صحيحة زرارة عن أبى جعفر عليه السلام تضرب بيديك ثمَّ تنفضهما وفي خبر ابن أبى مقدام في وصف الصادق عليه السلام التيمم فضرب بيديه على الأرض ثمَّ رفعهما فنفضهما ثمَّ مسح . وغيرهما وهي متعينة الحمل على الاستحباب فان سكوت أخبار كثيرة عنه مع كونها في مقام البيان أظهر في عدم وجوبه منها في وجوبه كما لا يخفى . مضافا إلى الإجماع من غير واحد على عدم وجوبه ( ويمسح بهما وجهه ) لا بإحداهما للتيممات البيانية قولا وفعلا خلافا للإسكافي إذ اجتزى باليمنى وللأردبيلي إذ استظهر الاجتزاء بأيهما على ما حكى عنهما . ولا دليل على تعيين الإسكافي وسند الأردبيلي إن كان الأصل فمنقطع أو إطلاق الآية فمضافا إلى إنّه ليس في مقام البيان مقيدا واخبار فوضع يده فهي محمولة بعد معارضتها بأخبار فوضع يديه مع وحدة القضية المحكية على الجنسية المبهمة المبينة بأخبار التثنية . ثمَّ انه يعتبر أن يكون المسح بباطنهما لكونه المنساق من الإطلاق كما هو المتعارف والمعهود .
كما انه يعتبر أن يكون ( من قصاص الشعر ) على الجبهة والجبينين ( إلى طرف الأنف ) الأعلى وطرف الحاجبين اتفاقا في الجبهة محصلا ومنقولا في محكي الذكرى وجامع المقاصد والروض والروضة والمدارك . وعن جماعة الإجماع عليه . وعلى المشهور في محكي مجمع البرهان خلافا لما استظهر من على بن بابويه من إيجاب استيعاب الوجه . ولمن أضاف الحاجبين إلى الجبهة والجبين كما عن جامع المقاصد . ولمن اقتصر على مسح الجبهة بمعناها اللغوي المقابل للجبينين كما عن الجعفرية . ولمن خير بين استيعاب الوجه ومسح بعضه . لكنه لا يقتصر على أقل من الجبهة كما عن المعتبر . وعن المدارك انه حسن . وهذا الخلاف في الجملة لاختلاف الاخبار في ذكر الممسوح . والتوفيق بينها يقتضي ما عليه المشهور لأن مسح الوجه لا يقتضي استيعابه لصدق مسحه بمسح بعضه . كما هو قضية اخبار الجبهة والجبين مثنى ومفردا على كثرتها . وإن أبيت إلَّا عن الظهور في الاستيعاب فاخبارهما في الاجتزاء بالبعض أظهر هذا مضافا إلى بيان

100