البحث الثالث في لقطة الحرم وما لا بقاء له وما لا يمكن تعريفه لقطة الحرم : قال شيخ الطائفة رحمه الله : ومَن وجد لقطة بمكة أو في الحرم وجب أن يعرّفها سنة ، فإن وجد صاحبها ( فهو ) وإلَّا فهو مخيّر بين شيئين ، بين أن يتصدّق بها عن صاحبها بشرط الضمان ، أو يحفظها عليه ، وليس له أن يتملَّكها . . وإنما قلنا ما اخترناه لإجماع الفرقة وأخبارهم ، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : في مكة لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شجرها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحلّ لقطتها إلَّا لمنشد [1] يعني لمعرّف ، يقال : نشد ينشد إذا طلبه ووجده وأنشده إذا عرّفه . وأيضا ( يدلَّنا على المطلوب ) قوله تعالى : * ( أَو لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ) * [2] . فإذا وصفه بأنه يكون حرماً فلا يجوز التقاط ما يسقط فيه [3] . ووافقه الفقهاء كلَّهم في ذلك الحكم . قال السيّد الإصفهاني رحمه الله : فإن كانت لقطة الحرم تخيّر بين أمرين : التصدّق بها ، أو إبقائها عنده وحفظها لمالكها ، وليس له تملَّكها [4] .
[1] الوسائل : ج 9 ص 175 ب 88 من أبواب تروك الإحرام ح 1 . [2] العنكبوت : 67 . [3] المبسوط : ج 3 ص 327 . [4] وسيلة النجاة : ج 3 ص 129 .