بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكَّل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا . وأفضل الصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين .
وبعد ، فإنّ تعليم الفقه وتدريسه مضافاً إلى أنّه من الواجبات الكفائية على عاتق المسلمين المكلَّفين كان من أسمى التعاليم وأجلّ الدراسات دوراً ونطاقاً .
فإنّ الفقه هو العلم الوحيد الذي يلعب دوراً بنّاءً في حياة الإنسان الفردية والجماعية . وهو الذي يقدّم نموذجاً جيّداً للعمل الصالح ، ويربّي أُسوةً للعبد الصالح .
فالفقه بهذه الجودة جدير بالدراسة بعين الاعتبار ، ولتكن الدراسة بأجود الأساليب التعليمية وأفضل المناهج الدراسية .
ومن المؤسف أنّ الكتب المعدّة للتدريس في الحوزات العلمية لم تكن بالمستوى المطلوب للتدريس ، وذلك :
أوّلاً : أنّ تلك الكتب لهي كتب قيّمة بحسب الذات ، إلَّا أنّها وثيقة الصلة بصيانة العلم ، ولا صلة لها بصياغة التعليم ، فلم تكن من الكتب الدراسية بحسب صياغته الأصلية .
وثانياً : أنّ الكُتّاب الكبار بما أنّهم كانوا من الفقهاء المجتهدين قد اكتفوا بعبارات قصيرة مختصرة على مستوى فهم الأفاضل وربما أصبح التعبير كلفظٍ كنائيّ يدركه الخبير الأخصائيّ فحسب .

3