وثالثاً : قد أصبحت المباينة شاسعة بين الكتابة في قديم الزمن وبين الكتابة في العصر الحديث ، فإنّ التطوّرات العلمية والمستجدّات الثقافية قد فتحت آفاق جديدة بالنسبة إلى منهج التدريس وأسلوب الدراسة .
وبالتالي ، فتلك الكتب الدراسية السالفة تكون من ناحية العبارة معقّدة بأشدّ التعقيد ، وعليه فقد أصبح حلّ المعقّدات هناك كمشكلة عظمى على الطلَّاب ، بينما لم يكن فهم المعنى من اللفظ كمشكل يواجهه الطالب في المعاهد والجامعات كافّة .
إنّ السلبيّات المتلوّة كمبرّرات بارزة دفعتنا إلى الإعداد والتألين فحاولنا في ذلك الحقل فترةً طويلة زهاء خمس سنين برجاء التوفيق إلى أن وفّقنا الله بلطفه العظيم أن ندوّن هذا الكتاب الذي نقدّمه بين يدي الطلاب الأعزّاء بالتنسيق التالي :
1 - البحوث المدوّنة هي تحقيقية استدلالية ، ومع الوصف تكون موجزة ، اكتفاءً بذكر أقوى الأدلَّة وأوثقها عند الفقهاء وحذف المحتملات الضعيفة والآراء الشاذّة .
2 - نقل النصوص من الكتب الفقهية للفقهاء الأجلَّة ، إحياءً للتراث الفقهي الكبير واستناداً إليها تجاه الاستنباط .
3 - صياغة التدوين من حيث العبارة سالمة عن التعقيد والغموض ليُفهم المعنى من اللفظ بكلّ وضوح .
4 - أسلوب التأليف كان على المنهج الدراسيّ الجديد ، في كلّ درس يُستهلّ البحث عن مادّة خاصّة وينتهي لدى الوصول إلى النتيجة ، والدروس كلَّها بحسب هياكلها الطبيعة مذيّلة بالخلاصة والأسئلة .
ولا يفوتنا أن نقدّم ففائق شكرنا وخالص امتناننا للأخ الصفيّ والفاضل الألمعيّ الأستاذ الحاج كمال الكاتب الذي بذل جهده المتواصل وسعيه الحثيث في سبيل تحقيق الكتاب وتصحيحه وتقويم نصوصه ، راجين من الله سبحانه أن يوفّقه وإيّانا لما يُحبُّه ويرضاه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
قم المقدّسة / 1422 ه‌ . المؤلَّف

4