وقد جاء في الحديث : « من تشبّه بقوم عُدّ منهم » [1] ، فكيف بمن أصبح مثل قوم في جميع خصوصياتهم ؟ فهو جزء منهم ، لا أنه محسوب عليهم . أجل ، لقد أصبح الكثير من المسلمين اليوم متعولمين سلبياً بما للكلمة من معنى ، يعني : أنهم أضحوا يقلدون الغربيين في سيّئاتهم وسلبياتهم ، دون تطورهم وتقنيتهم ، إنهم تركوا العلم والعمل ، والفن والصنعة التي تقدموا فيها ببركة الإسلام ، وأخذوا منهم الميوعة والاستهتار ، والمجون والخلاعة ، والمسكرات والمخدّرات ، والإدمان والفساد ، وكل السلبيات والسيّئات التي أفسدت الغرب وأنهكته ، وأعجزت الغربيين عن معالجتها وإصلاحها ، إذ ليس لها علاج إلا في تعاليم الإسلام ، ولا إصلاح إلا باتباع نهج القرآن ، وقد ابتعد الناس عن الإسلام والقرآن جهلاً وربما عناداً ، ولذلك لا يجدون لأزماتهم حلاً ، ولا لفسادهم إصلاحاً ، ولا لمرضهم علاجاً . لقد أخذ المسلمون فساد الغرب ، فابتلوا بمرضهم ودائهم ، ووقعوا في أزماتهم ومآسيهم ، إنهم تركوا تعاليم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الزواج المبكَّر ، وتكوين الأسرة المبكَّرة ، فابتلوا بالعزوبة ، وبويلاتها من أمراض نفسية وجسدية ، وفردية واجتماعية . وقد روى سلمان عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بأن البنت إذا بلغت كانت كالثمرة إذا أينعت ، فإذا لم تقتطف الثمرة فسدت ، فكذلك البنت إذا لم تزوّج ، ثم إنها إذا لم تزوج وارتكبت فاحشة ، كتب إثمها على أبيها وكل من كان أمرها بيده ولم يزوّجها . وفي حديث آخر : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا رأى شاباً سأله عن أمرين : إنّه متزوج أم أعزب ، وإنّه ذو شغل أم عاطل ؟ فإذا قال : لا شغل لي قال ( صلى الله عليه وآله ) : سقط