وخسرت عندها التفاعل الحقيقي مع المؤسسات الوطنية والشعبية ، كما وفقدت التعامل الصادق مع تلك الحكومات المعاصرة وشعوبها . ولكن مع كل ذلك فقد حققت هذه المنظمات على أثر الضغط الإنساني الموجود ، نجاحاً نسبياً ، لكنه ليس بالمستوى المطلوب ، الذي يطالب به الإسلام من حقوق الإنسان بما هو إنسان لكي يستطيع التقدم في مختلف مجالات الحياة خاصة ما يرتبط بالانفتاح في الحكم ، ورعاية حقوق المعارضة ، والتعددية السياسية ، ونفي الاستبداد عند الحكام ، واحترام حقوق الإنسان لدى الجميع . السبب الثالث : حصول ثورة تجارية عالمية ذات كرامة اقتصادية ، والكرامة الاقتصادية تأتي بالكرامة الإنسانية ، فإن التوسع المثير في حقل التجارة العالمية ، والثورة التجارية هذه قد ضاعفت فُرص الاتصال بين المجتمعات المنفتحة والمجتمعات المنغلقة . ومن المعلوم : أن هذا الاتصال المتكرر مع مختلف المؤسسات الاقتصادية الدولية يدفع إلى التعارف الأكثر ، والتقدم الأكبر في مجال الوعي بالحريات الأولية من الانفتاح ونفي الاستبداد ، علماً بان معظم الدول الغربية والشرقية ، ومجموعة الدول الأوروبية ، والمؤسسات العالمية الغربية المهتمة بعمليات التحول إلى اقتصاد السوق وصناديق التنمية ، تتظاهر بالربط بين المساعدات التي تقدمها للدول النامية ، وبين سجل حقوق الإنسان والتحولات السياسية : من نفي الاستبداد ودعم الانفتاح في هذه الدول . واللازم أن تصبح قضية الدفاع عن حقوق الإنسان أمر حقيقي لا يمكن لأحد أن يتجاوزه . ومن الواضح أن ازدهار الحريات ونفي الاستبداد يؤثر إيجابياً على حقوق الإنسان ويسبب كرامته السياسية والمدنية .