ومن جديد حول أي مجتمع من المجتمعات ، وذلك بعد هذه الثورة في الاتصال ، والقفزة في المعلومات والارتباطات المدهشة . السبب الثاني : حدوث منظمات وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان ، فإن المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان في العالم بما فيها منظمات وجمعيات العالم الثالث ، استطاعت ولو بقدر من أن توصل صوت الإنسان إلى أخيه ومن إيجاد بعض الضغوط الدولية على من لا يحترم حقوق الإنسان ، علماً بأنه من اللازم استقلالية هذه الجمعيات اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً وما أشبه ، حتى لا تخضع في عملها للدول الكبرى أو ما أشبه . وعند ذلك يكون من السهل اليسير التحرك دولياً في مواجهة الانتهاكات المحلية ، كما ويمكن خارجياً أن تجعل صوتاً عالميا لمن يحرم من صوته ، وفي هذا السبيل يمكن تجنيد جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم كله للوقوف ضد هذه الانتهاكات ومساندة نشطاء حقوق الإنسان والدفاع عنهم . ويمكن أن تصبح هذه المنظمات والجمعيات الحقوقية المنتشرة في الأرض بذرة صالحة لشجرة مثمرة ، تثمر مجتمعاً مدنياً ، على مستوى العالم ، ولقد أدت شبكات الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة بما فيها الفاكس والجوّال والميديا العالمية دوراً هاماً في إقامة هذه المنظمات والجمعيات واستمراريتها . نعم إن هناك بعض التلكؤ في تحقيق أهداف هذه المنظمات والجمعيات ناتجة عن عدم استقلالية بعض هذه المنظمات ، ونفوذ بعض الدول الكبرى فيها ، مضافاً إلى رفض بعض الحكومات المعاصرة لمنظمات حقوق الإنسان ، أو حاصلة من ملاحقتها لها باستمرار ، مما اضطر الكثير من هذه المنظمات إلى أن تستمد العون من الخارج ، حتى أصبحت على أثر ذلك كأنها امتداد لتلك المنظمات الخارجية ،