وهم النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ومن بعده أوصياؤه الطاهرين الاثنا عشر : أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الإمام الحسن ، ثم الإمام الحسين ، وحتى الإمام المهدي عليهم السلام وعبر عنهم عليهم السلام بحب الله فقال : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * [1] . وقد أخبر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عند غيبته بأن الولاية في زمن الغيبة مفوضة من قبله إلى الفقهاء المراجع ، الجامعين لشرائط الفتوى ، من العدالة والتقوى ، والورع والفضيلة ، الذين يبنون أمرهم على التشاور فيما بينهم ، وعلى الاهتمام بشؤون الناس ، والتضحية من أجل مصالح الأمة ومنافعها ، ورفاهها وسعادتها ، ومن البديهي : إن القيادة العادلة ، والمضحية بمنافعها ومصالحها من أجل مصالح الناس ومنافعهم علي بن أبي طالب عليه السلام المستمدة من ولاية الله ، والمؤيدة منه . وهكذا لم ينس القرآن الحكيم - كما عرفت - محور العولمة الصحيحة ، ولم يغفل عن أركانها ودعائمها ، كما لم ينس التنشئة على العولمة الصحيحة ، ولم يغفل عن التربية وفق نظامها ، وذلك عن طريق التلقين النفسي ، والايحاء الروحي المستمر ، وفي قالب التحية القرآنية والشعار الإسلامي : « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته » حتى يتطبع الناس كل الناس بطابع العولمة الصحيحة ، ويتكيفوا بكيفيتها ، وينسلخوا من ضيق الفردية ، ويتخلصوا من خناق الأنانية ، وينطلقوا من وثاق الحسد والحقد ، والإثرة والاستبداد ، إلى عالم الأسرة الواحدة ، ودنيا البيت الواحد ، الذي يحكم أجوائه التفاهم والتعاون ، ويغطي سماءه المحبة والوداد . إنه فرض على الناس جميع الناس : الصلاة لله الواحد الأحد ، وبهذه الكيفية الواحدة المعروفة عند المسلمين ، وبلغة واحدة ، وإلى قبلة واحدة ، وشعار واحد وهو : الأذان ، وبدعاء واحد وهو : طلب الهداية إلى طريق واحد مستقيم ، يعني : طريق