الناس ليس لهم طعام » [1] . وعن معتب قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) وقد يزيد السعر بالمدينة : « كم عندنا من طعام ؟ » قال : قلت : عندنا ما يكفينا أشهراً كثيرةً ، قال : « أخرجه وبعه » ، قال : قلت له : وليس بالمدينة طعام ، قال : « بعه » ، فلما بعته قال : « اشتر مع الناس يوماً بيوم » ، وقال : « يا معتب اجعل قوت عيالي نصفاً شعيراً ونصفاً حنطةً فإن الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها ولكني أحب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة » [2] . وعن معتب قال : « كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها ونشتري مع المسلمين يوماً بيوم » [3] . وأما اليوم في سياق الثورة الثقافية نرى التوسع الرأسمالي يحتل المكان الاسمي من الدعاية والتبليغ ، ليفسح المجال أمام هيمنة الأسواق وسياسة الربح وحده ، فيطيح بحدود جديدة : الحدود القومية في نفس المجتمع الرأسمالي بعد أن أطاح بحدود المجتمعات المنتمية إلى منظومة الجنوب وما أشبه . ولكن يبدو أن العولمة بمعناها الشمولي أعم من العولمة الاقتصادية وإن كانت ربما هي الهدف الأصلي من عولمتهم الغربية تحصيلاً للأرباح الأكثر والأكبر والأشمل فتشمل أيضاً العولمة السياسية والثقافية والاجتماعية وما أشبه .
[1] تهذيب الأحكام : ج 7 ص 160 ب 13 ح 13 . [2] وسائل الشيعة : ج 17 ص 437 - 436 ب 32 ح 22932 . [3] الكافي : ج 5 ص 166 ح 3 .