الاقتصادي والسياسي ، والاجتماعي والثقافي . فالعولمة المتداولة يعني : وصول نمط الإنتاج الرأسمالي إلى نقطة الانتقال من عالمية دائرة التبادل والتداول ، والتوزيع والتسويق ، والتجارة والتمويل ، إلى عالمية دائرة الإنتاج وإعادة الإنتاج ذاتها . وبعبارة ثانية : إن ظاهرة العولمة المتداولة هي بداية عولمة الإنتاج ، والرأسمال الإنتاجي ، وقوى الإنتاج الرأسمالية ، وأخيراً علاقات الإنتاج الرأسمالية أيضاً ، وترويجها في كل مكان مناسب خارج مجتمعات المركز الأصلي ودوله . فالعولمة بهذا المعنى هي : رسملة العالم على مستوى الصميم بعد أن تمّت رسملته على مستوى سطح النمط ومظاهره . ويكون الناتج من هذه التعاريف كلها : إن العولمة حسب قول البعض هو : حرية أصحاب رؤوس الأموال ، لجمع المزيد من المال في سياسة اقتصادية قديمة ، كانت تعتمد على الإنتاج الذي يؤدي إلى تحقيق الربح ، وانقلابه اليوم إلى الاعتماد على تشغيل المال فقط دون خسائر من أي نوع ، للوصول إلى احتكار الربح . إن هذا المعنى يتلخص في عودة الهيمنة الغربية من جديد ، لكن محمّلة على أجنحة المعلوماتية والعالم المفتوح ، ومدجّجة بالعلم والثقافة حتى وإن كانت غير إنسانية ، وبذلك تقلب القاعدة القديمة القائلة : إنّ القوي يأكل الضعيف ، إلى قاعدة جديدة عصرية عولمية تقول : السريع يأكل البطيء ، علماً بأن القاعدة الجديدة ، لا تختلف عن القاعدة القديمة ، من حيث النتيجة ، بل تكون هذه الجديدة أشدّ بأساً وأعظم ظلماً من تلك القديمة ، لأن أصحاب السرعة يعملون على تثبيط حركة الآخرين بكل وسعهم وجميع إمكانياتهم .