التجارية من عجز ، وأن تحقق إعادة بنيان اقتصادها ، بل وتمكنت أن تستعيد في أوائل التسعينات المبادرة في القوة الاقتصادية وأن تسترجع بذلك مكانتها . نعم في الوقت الذي ظلت أوروبا الغربية تقارع ارتفاع كلفة الإنتاج فيها وتحاربه ، وتعاني من ارتفاع نسبة البطالة وعوائق أخرى وتئن منه ، وفي الظرف الذي بقيت اليابان رابضة في ركود اقتصادي منذ بداية التسعينات ، قامت أمريكا وبكل إمكاناتها لتستعيد تفوّق حصتها في الأسواق العالمية بالنسبة إلى صناعتي السيارات والكومبيوتر وغير ذلك ، وبالفعل استطاعت أن تسترجع موقعها الاقتصادي وتؤكد على أنها أكبر سوق ، وأكبر دولة مصدرة في العالم ، فإنّها بتفوقها في الأبحاث العلمية في حقل التقنية العالية ، وبإنفاقها من أجل تطور تقنياتها قد رفعت نفسها إلى موقع جيد وموضع ممتاز ، يمنحها قدرة الاستمرار في السيطرة على الأسواق العالمية لصناعات الطائرات والسيارات ، ولشبكة الارتباطات والاتصالات العالمية : الإنترنيت وبرامج الحاسوب في مطلع القرن الجديد . ولقد قال أحد المطلعين الأمريكيين مصرحاً : نحن أمام معارك سياسية وحضارية فظيعة ، العولمة هي الأمركة ، والولايات المتحدة قوة مجنونة ، نحن قوة ثورية خطرة ، وأولئك الذين يخشوننا على حق ، إن صندوق النقد الدولي قطة أليفة بالمقارنة مع العولمة . وهذا تصريح خبير منهم في مجال العولمة التي وقفت وراءها وبكل جدية أمريكا ، وتريد تحقيقها على كل أقطار الأرض . فاللازم على العلماء والمثقفين الإسلاميين طرح العولمة الإسلامية ، فإنها مطابقة للفطرة الإنسانية وخالية من مساوئ العولمة الغربية وتأخذ بأيدي الجميع إلى السلام والرفاه والأمن والتقدم .