تداخل العولمتين : الاقتصادية والسياسية مسألة : إن هناك روابط وثيقة بل تلازم واضح بين العولمتين : الاقتصادية والسياسية ، فلا عولمة اقتصادية إلا ويلازمها عولمة سياسية ، وقد ظهر هذا أيضاً مما سبق ، ولكن حيث إن العولمة السياسية الغربية تساوي معنى الهيمنة السياسية ، لذلك أدخلوا العولمة السياسية في العولمة الاقتصادية وأطَّروها بإطارها ، ولم يتعرضوا إلَّا لها ، وجعلوها الواجهة للعولمة وطرحوها بين الناس ، ومشى الناس عليها . وكيف كان : فإن العولمة الاقتصادية أخذت أبعادها في الحال الحاضر بانتصار القوى الرأسمالية العالمية ، وفوز العولمة السياسية بقيادة أمريكا ، وسقوط الاتحاد السوفيتي والأنظمة الاشتراكية في دول أوروبا الشرقية ، مما جعل النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي يستعيد هيمنته وانتشاره لكن في صورته الجديدة ، المبتنية على اقتصاد السوق ، وعلى الثورة المعلوماتية ، وعلى دمج الاقتصاديات الوطنية بالسوق الرأسمالية العالمية ، وخضوعها لمفاهيم السوق ، ولغة المنافسة الاحتكارية ، وذلك بإشراف مؤسسات العولمة الاقتصادية الثلاث التي هي عبارة عن : صندوق النقد الدؤلي ، والبنك الدؤلي للإنشاء والتعمير ، والمنظمة العالمية للتجارة وهذه الأخيرة هي خليفة الغات . ثم إن ملامح العولمة السياسية المغلَّفة بالعولمة في الاقتصاد تبدو من خلال المظاهر الآتية وعلى ما يلي : 1 : الإقبال الشديد على التكتل الاقتصادي للاستفادة من التطورات التقنية المدهشة .