جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل أتين من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه ، أتين من الأذى ولا أئنّ من لظى وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت : أصله أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت . فقال : لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية . فقلت : هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني ، أمختبط أنت أم ذو جنة أم تهجر ، والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته ، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين » [1] . ومن كتاب لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) لبعض عماله : « أما بعد فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك وعصيت إمامك وأخزيت أمانتك بلغني أنك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك وأكلت ما تحت يديك فارفع إليّ حسابك واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس والسلام » [2] . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتابه إلى عبد الله بن عباس : « أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلىّ ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب والعدو قد حرب وأمانة الناس قد خزيت وهذه الأمة قد فنكت [3]
[1] نهج البلاغة ، الخطب : 224 من كلام له ( عليه السلام ) يتبرأ من الظلم . [2] نهج البلاغة ، الرسائل : 40 من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله . [3] من ( فنكت الجارية ) إذا صارت ماجنة ، ومجون الأمة : أخذها بغير الحزم في أمرها كأنها زلة .