* ( أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ) * [1] . وقال له : صدقت . ثم التفت ( عليه السلام ) إلى ولده الحسن ( عليه السلام ) وقال له : ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا . فقال له الحسن ( عليه السلام ) : يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به ، فقال له : نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا كرما وعفوا والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله واسقه مما تشرب ، ولا تقيد له قدما ، ولا تغل له يدا ، فإن أنا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ، وتحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ) وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا عفوا وكرما » [2] . وروى أبو محمد الحسن بن محمد العلوي بإسناده قال : وقف على علي بن الحسين ( عليه السلام ) رجل فأسمعه وشتمه فلم يكلمه ، فلما انصرف قال لجلسائه : « قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه » . قالوا : نفعل فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : * ( والْكاظِمِينَ الْغَيْظَ والْعافِينَ عَنِ النَّاسِ والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) * [3] ، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً . قال : فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال : « قولوا له هذا علي بن
[1] سورة الزمر : 19 . [2] بحار الأنوار : ج 42 ص 288 - 287 ب 127 كيفية شهادته ( عليه السلام ) ووصيته . [3] سورة آل عمران : 134 .