إلا قاتلي ، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة ، ولا تمثلوا بالرجل فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور » [1] . وثم أقبل على ابنه الحسن ( عليه السلام ) فقال : « يا بني أنت ولي الأمر وولي الدم ، فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربةً مكان ضربة ولا تأثم » [2] . هكذا يؤخذ الاعتراف وفي الحديث أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخل يوماً إلى مسجد الكوفة من الباب القبلي فاستقبله نفر فيهم فتًى حدث يبكي والقوم يسكتونه ، فوقف عليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال للفتى : « ما يبكيك » ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن أبي خرج مع هؤلاء في سفر للتجارة فرجعوا ولم يرجع أبي ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، وسألتهم عن ماله فقالوا : لم يخلف مالا ، فقدمتهم إلى شريح فلم يقض لي عليهم بشيء غير اليمين ، وأنا أعلم يا أمير المؤمنين أن أبي كان معه مال كثير . فقال لهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ارجعوا » . فردهم معه ووقف على شريح فقال : « ما يقول هذا الفتى يا شريح ؟ » . فقال شريح : يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى ادعى على هؤلاء القوم دعوى فسألته البينة فلم يحضر أحداً فاستحلفتهم . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « هيهات يا شريح ليس هكذا يحكم في هذا » . قال شريح : فكيف أحكم يا أمير المؤمنين فيه ؟ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أنا أحكم فيه ولأحكمن اليوم فيه بحكم ما حكم به بعد داود النبي ( عليه السلام ) أحد » .
[1] نهج البلاغة ، الرسائل : 47 من وصية له ( عليه السلام ) للحسن والحسين ( عليهما السلام ) لما ضربه ابن ملجم ( لعنه الله ) . [2] من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 189 باب رسم الوصية ح 5433 .